في هجوم دامٍ بمنطقة فتكارا قرب تومبكتو، أعلنت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” مسؤوليتها عن تفجير استهدف رتلاً عسكرياً يضم قوات مالية ومرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية. وأسفر الهجوم عن تدمير عربة عسكرية بشكل كامل ومقتل عدد من المرتزقة الروس، وفق ما أظهرته الصور التي نشرتها الجماعة والتي تضمنت بقايا معدات عسكرية وأغراض شخصية للمقاتلين القتلى.
جاء هذا الهجوم في سياق تصاعد المواجهات بين الجماعات المسلحة وقوات الجيش المالي المدعومة روسياً، حيث تشهد منطقة الساحل الإفريقي منذ سنوات حرباً معقدة تزداد وتيرتها مع تعاظم الدور الروسي عبر مرتزقة فاغنر. وتظهر العملية الأخيرة القدرات العسكرية المتنامية للجماعات المسلحة في استهداف القوات الحكومية وحلفائها، رغم الوجود العسكري المكثف.
من المتوقع أن تدفع هذه العملية القوات المالية ومرتزقة فاغنر إلى شن عمليات انتقامية تطال المدنيين العزل، مما قد يزيد من حدة العنف في المنطقة التي تعاني أصلاً من عدم الاستقرار وانعدام الأمن. ويأتي هذا الهجوم بعد سلسلة من العمليات المماثلة التي استهدفت القوات الروسية في أزواد و مالي، مما يثير تساؤلات حول فعالية الاستراتيجية الأمنية الحالية ومخاطر التصعيد العسكري على المدنيين الذين يدفعون الثمن الأكبر في هذا الصراع المستمر.
في ظل غياب الحلول السياسية واعتماد مالي شبه الكامل على الدعم العسكري الروسي، تبدو المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من العنف قد تطول مداها، مع تزايد المؤشرات على عجز الحلول الأمنية وحدها عن تحقيق الاستقرار في بلد يعاني من أزمات متشابكة منذ سنوات.
