بوركينا فاسو: سلسلة هجمات دامية تستهدف الجيش في كيا وديدوغو وفاد نغورما
شهدت عدة ولايات في بوركينا فاسو، خلال الأيام القليلة الماضية، تصعيدًا لافتًا في الهجمات المسلحة التي استهدفت نقاطًا عسكرية تابعة للجيش وقوات الميليشيات المحلية، ما أسفر عن سقوط قتلى وخسائر في العتاد، في تطورات قد تؤشر على هشاشة الوضع الأمني في عدد من المناطق الشمالية والشرقية للبلاد.

مجزرة في ولاية كيا: مقتل 10 جنود في سافي
في ولاية كيا، وتحديدًا في منطقة سافي، تعرّضت نقطة عسكرية تابعة للجيش البوركيني والميليشيات المرافقة له لهجوم عنيف، يوم أمس السبت، ما أسفر عن مقتل عشرة عناصر من القوات المشتركة.
ووفق مصادر محلية، فإن المهاجمين نجحوا في السيطرة على الموقع بشكل كامل خلال الهجوم، وتمكنوا من اغتنام ثلاث رشاشات ثقيلة (بيكا)، وقاذف RPG، وعشر بنادق كلاشنيكوف، بالإضافة إلى كمية من الذخائر والأمتعة العسكرية.
وقد جاءت هذه العملية ضمن سلسلة متصاعدة من الاستهدافات التي تطال النقاط العسكرية في المنطقة، مما يطرح تساؤلات بشأن فعالية الخطط الأمنية المعتمدة من قبل الجيش البوركيني في المناطق الريفية التي أصبحت خارجة عن السيطرة بشكل تدريجي.
عاجل من فاد نغورما: السيطرة على نقطتين عسكريتين
وفي تطور متزامن، أكدت مصادر محلية في ولاية فاد نغورما أن مسلحين سيطروا بالكامل على نقطتين عسكريتين في ضواحي بلدتي كونغوسي ونغاري.
الهجوم وقع خلال الساعات الأخيرة من مساء السبت، حيث فشل الجيش البوركيني في صد الهجوم أو استعادة النقاط لاحقًا. ولم تصدر حتى الآن أية بيانات رسمية من الحكومة البوركينية بشأن هذا التقدم العسكري للمسلحين.
وتُعد هذه المنطقة من النقاط الساخنة التي تشهد نشاطًا متكررًا للجماعات المسلحة، والتي غالبًا ما تستهدف القوات الحكومية في هجمات خاطفة وسريعة التنفيذ.
هجوم كينزيري في ديدوغو: 4 قتلى وخسائر كبيرة
كما شهدت ولاية ديدوغو هجومًا مشابهًا، حيث اقتُحمت نقطة عسكرية تابعة للجيش في بلدة كينزيري، ما أدى إلى مقتل أربعة عناصر من الجيش، إضافة إلى اغتنام أربع رشاشات (بيكا) وعشر دراجات نارية وأمتعة عسكرية أخرى.
الهجوم أسفر أيضًا عن إحراق آليتين عسكريتين داخل الموقع، ما يعكس ضراوة الهجوم واستخدام تكتيكات هجومية نوعية.
السياق الأمني العام في بوركينا فاسو
تأتي هذه العمليات في ظل اضطرابات أمنية متواصلة تشهدها مناطق واسعة من بوركينا فاسو، لا سيما في ولايات الشمال والشرق، حيث تتعرض القوات العسكرية والميليشيات الموالية للحكومة لهجمات متكررة.
ورغم إعلان السلطات العسكرية عن حملات تمشيط مستمرة، إلا أن الواقع الميداني يشير إلى تنامي قدرات الجماعات المسلحة، سواء من حيث الاستهداف الدقيق للمواقع، أو السيطرة المؤقتة عليها، أو الاستيلاء على العتاد العسكري.
تحليل أولي: ما وراء التصعيد؟
المراقبون يرون أن هذا التصعيد الكبير يهدف إلى استنزاف قدرات الجيش البوركيني وفرض أمر واقع في بعض المناطق النائية. كما أن الاستهداف المتكرر للنقاط العسكرية يشير إلى وجود معلومات استخباراتية مسبقة لدى المهاجمين، وربما تواطؤ من بعض العناصر داخل القرى المجاورة.
وتأتي هذه التطورات بعد سلسلة هجمات دامية شهدتها بوركينا فاسو مؤخرًا، كان أبرزها ما وقع في باجاغا يوم 28 مارس، حيث لقي 100 جندي ومتطوع مصرعهم في هجوم مباغت، أسفر أيضًا عن الاستيلاء على معدات عسكرية هائلة، في واحدة من أعنف العمليات التي شهدها شمال البلاد منذ بداية العام.
اقرأ تفاصيل هجوم باجاغا
وبعد ذلك بأيام، تحديدًا في 6 أبريل، سُجلت عملية نوعية في قرية سيندرلا بولاية بوبوجولاسو، حيث تمت السيطرة على نقطة عسكرية بالكامل بعد هجوم مباغت نفذته عناصر مسلحة، وسط عجز واضح من جانب القوات الحكومية في الجنوب الغربي.
تفاصيل اقتحام نقطة سيندرلا
أما في منتصف مارس، فقد شهدت بوركينا فاسو موجة دامية من الهجمات المتفرقة أدت إلى مقتل 47 عنصرًا من الجيش والميليشيات خلال أسبوع واحد، في تصعيد أثار القلق بشأن قدرة الدولة على حماية مواقعها العسكرية المنتشرة في الشمال والشرق.
تقرير: 47 قتيلًا في أسبوع
إن تكرار الهجمات بهذا الشكل يُنذر بتحول نوعي في الصراع الدائر داخل بوركينا فاسو، ويضع الحكومة في موقف حرج أمام الشارع المحلي والمجتمع الدولي.
ويبقى السؤال الأهم: هل تستطيع السلطات السيطرة على زمام الأمور قبل أن تفقد المزيد من النقاط الاستراتيجية؟