صوت الحق
أخبار أزواد

الناطق باسم جبهة تحرير أزواد: الحرب فرضت علينا ولن نتنازل عن حق تقرير المصير

مقابلة للمتحدث الرسمي لجبهة تحرير أزواد مع  بوابة الجزائر تم النشر في 11 أبريل 2025، الساعة 12:58 بتوقيت غرينيتش



الطغمة العسكرية في باماكو تصدر مشاكلها الداخلية بحثا عن شرعية مفقودة الناطق باسم جبهة تحرير الأزواد محمد مولود رمضان في حوار حصري مع بوابة الجزائر

محمد مولود رمضان |الناطق الرسمي باسم جبهة تحرير أزواد بوابة الجزائر : ما تعليق جبهة تحرير أزواد على تطورات الأوضاع في الساحل على خلفية الأزمة المتصاعدة بين الانقلابيين في مالي والجزائر ؟ محمد مولود رمضان | في الحقيقة نهج الانقلابيين في مالي منذ اليوم الأول من الانقلاب كان تبني “استراتيجية المؤامرة” واتهام الآخر للتغطية على فشلهم وعجزهم في إدارة شؤون مالي على كل المستويات وسنعود لها بالتفصيل ، الكل عانى ولخمس سنوات من بطش وغدر الانقلابيين و دول الجوار على غرار الجزائر والسنغال وكوت ديفوار تحملت مناورات وأكاذيب وتداعيات فشل الطعمة العسكرية الحاكمة في باماكو بعيدا عن إرادة الشعب

ما خلفيات الهستيريا التي أصابت انقلابيي مالي ؟ محمد مولود رمضان | سياسة التصعيد مع دول الجوار وفي مقدمتها الجزائر التي طائرة دون طيار اخترقت مجالها الجوي هو تكتيك للانقلابيين للالتفاف على جرائمهم ضد الإنسانية أولا وخوفا من الملاحقات القضائية أمام المحاكم الدولية وثانيا هو ترجمة لفشل الانقلابي غويتا وزمرته السياسي والاقتصادي والاجتماعي وهو الذي عجز عن حل أزمات مالي وتنكر لكل وعوده والتزاماته وخرق كل المواثيق ولم يتجاوب مع انشغالات الماليين بل ذهب لفرض الضرائب لدفع مكافآت لمرتزقة فاغنر هو اليوم يعمل على تصدير مشاكل مالي الداخلية من خلال نظرية المؤامرة والحديث عن عدوان جزائري بحثا عن شرعية مفقودة للأسف نحن نرى أن الشعب المالي رهينة لهذه الطغمة العسكرية الفاشلة وغويتا يحاول لفت انتباه العالم عن المجازر التي ترتكبها الدرونات التركية التي تستهدف المدنيين وهو نفس الطريق الذي يسلكه مرتزقة فاغنر على الأرض من نهب وسلب وقتل للمدنيين الأزواديين

الحركات الأزوادية الأكثر تجذرا في المشهد أعلنت عن حل تنظيماتها والاندماج في كيان واحد، تحت اسم جبهة تحرير أزواد،”FLA”

ما خلفيات هذا القرار ؟

محمد مولود رمضان | في الحقيقة، قرار حل الحركات الأزوادية التي كانت منضوية تحت ما يسمى الإطار الاستراتيجي الدائم وإدماجها في كيان سياسي واحد يمثل جميع الأزواديين بكل أطيافهم ومشاربهم هو تتويج لمسار طويل من التقارب بين كل الحركات، والاندماج تحت لواء جبهة تحرير أزواد هو أهم مطلب للشعب الأزوادي من قبائل، ونقابات، وتنظيمات.

هو تجاوب مع حالة إلحاح شعبي على قادة الازواد للاندماج في كيان واحد ودمج كل الحساسيات لأن نضال الشعب الأزوادي عانى من صعوبة اتخاذ القرارات الجريئة بحكم تواجد أكثر من فصيل ومكون ولهذه الأسباب السالفة الذكر تم تجميد عمل التنسيقيات وحل القيادة العسكرية وبتاريخ 30 نوفمبر 2024 تم دمج كل الحركات بعد مسار تفاوضي على مدار 3 سنوات.

جبهة تحرير أزواد لها ذراع سياسي وآخر عسكري ,ماهي خارطة طريق هذا الكيان الجديد .. ماهي مطالبكم سياسيا وأهدافكم على الأرض؟

جبهة تحرير أزواد هي الممثل الوحيد والشرعي الأن لكل الشعب الأزوادي وتنظيميا لها ذراع سياسي وأخر عسكري يرقى الآن لمفهوم الجيش النظامي بالإضافة إلى هيئات تشريعية وقضائية وتنظيميات تمثل المجتمع المدني من شباب ونساء ورجال الدين

الآن، نحن نخوض حربا لها جذور تاريخية ولنا مطالب قديمة نناضل من أجلها وعلى رأسها حق الشعب الأزوادي في تقرير مصيره ومطالبنا هو أن يتمكن الشعب الأزوادي من أن يحكم نفسه بنفسه وتكون لهم الكلمة على الأرض.

في الحقيقة, الحرب فرضت علينا كشعب أزوادي من قبل حكومة مالي التي يقودها جنرال انقلابي تلطخت يداه بدماء أبناء شعبنا

الشعب الأزوادي يتعرض لحرب إبادة عرقية ممنهجة ويوميا ترتكب مجازر بحق الأزواديين بل تمارس سياسة الأرض المحروقة ضدنا, فالجيش المالي المدعوم بمرتزقة فاغنر لا يفرق في هجماته بين المدنيين والعسكريين وتحريرالأرض الأزوادية مسألة وقت فقط وسنطرد كل الغزاة مهما كانت قوتهم أو جنسياتهم ,تحرير جميع ولايات الأزواد وإحكام سيطرتنا الإدارية على مناطقنا هو هدفنا ومشكلتنا  الوحيدة مع حكومة باماكو ونحن نحترم  كل دول الجوار,وهنا لا بد أن أشير إلى نقطة مهمة ألا وهي الوساطة الدولية التي وللأسف تبحث دوما عن حلول مؤقتة بدل معالجة أصل المشكلة .

ماذا تقصدون بالضبط ؟

محمد مولود رمضان | نحن كشعب أزوادي لها أبعاد سياسية منذ 60 سنة، ومن الصعب بصراحة إيجاد تسوية نهائية للأزمة التي تلقي بظلالها على استقرار المنطقة دون حل سياسي توافقي ,وهنا لابد من الإشارة إلى أن على المجتمع الدولي مسؤولية كبرى في  إيجاد تسوية سياسية دون القفز على المطالب المشروعة للشعب الأزوادي .

جبهة تحرير الأزواد ..نحن لسنا إرهابيين  .. ونطالب بحق الشعب الأزوادي في تقرير مصيره ماذا يحدث الأن على الأرض في شمال مالي ,هل لا زالت معاقلكم التقليدية على الحدود مع الجزائر تتعرض لهجمات من قبل الجيش الانقلابي المالي المدعوم من ميليشيات فاغنر ؟

محمد مولود رمضان | الشعب الأزوادي يتعرض لحملة إبادة ممنهجة على أساس تطهير عرقي وللأسف الجيش المالي بقيادة مجرم الحرب الإنقلابي عاصيمي غويتا وجد دعما من أطراف تشارك في ضرب مواقع الأزواد، وهنا نتحدث عن توظيف الجيش المالي للمسيرات التركية التي خلفت عشرات القتلى في صفوف أبناء الشعب الأزوادي بالإضافة إلى ميليشيات مرتزقة فاغنر .

الحكومة المالية تريد من وراء عملياتها العسكرية التي ترقى لجرائم حرب إلى تغيير الوضع الديمغرافي في شمال مالي على أساس عرقي لإجبار الشعب الأزوادي على اللجوء القسري نحو الجزائر وموريتانيا .

تابعتم أكيد السجال الكلامي على محور باماكو والجزائر

أولا كيف تعلقون على الاتهامات التي ساقتها الخارجية المالية تجاه الجزائر عقب تصريحات وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف؟ على مستواكم كيف تقرؤون الموقف الجزائري؟

طبيعة الرد المالي على تصريحات وزير الخارجية الجزائري يعكس حالة تخبط الانقلابين في باماكو الذين يحللون أي موقف في دول الجوار وفق نظرية المؤامرة ,وهنا لابد أن نقول شيئا للانقلابين في مالي, وبصراحة لولا دور الوسيط  الجزائري لكنا الأن  كشعب أزوادي دولة منفصلة عن مالي وبالتالي حكام مالي لا يعرفون قيمة الدور الجزائري في الحفاظ على وحدة وسيادة مالي وهذا موقف ثابت وراسخ في السياسة الخارجية الجزائرية, وافتعال أزمة مع الجزائر هو توجه من حكام باماكو الانقلابين من أجل  لفت أنظار الشعب المالي بخطاب شعبوي عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي تعصف بمالي .

هي في الحقيقة ما يشبه خرافات لتنويم الشعب المالي ونحن في جبهة تحرير أزواد نقدر الدور الجزائري.

ما هو موقفكم من روسيا في ظل التقارير التي تتحدث عن دعم روسي للجيش الانقلابي في باماكو ؟

موقفنا من روسيا يترجم موقف موسكو من النزاع في المنطقة , الجيش المالي المدعوم من روسيا ومرتزقة فاغنر قام بارتكاب جرائم تصفية عرقية ضد الشعب الأزوادي

روسيا للأسف كانت ضمن لجنة  رعاية الوساطة ومخرجات اتفاق السلم والمصالحة  ومع الأسف وقوف روسيا اليوم مع الانقلابيين لن يتركنا في موقف حيادي منها وبالتالي  نحن كشعب أزوادي نعتبرهم أعداء على الأرض بل غزاة  رغم أن لا مشكل سياسي لنا في  جبهة تحرير أزواد مع موسكو, وفي اليوم الذي يقررون فيه الانسحاب ستعود علاقتنا مع روسيا  طبيعية .

نطالب الروس بتغيير موقفهم من الأزمة قبل فوات الأوان ,ولن يكون  لهم أي تواجد في أراضي أزواد الا بالتعامل معنا وستكون الخاسر الأكبر لأن روسيا تورطت في مستنقع ومن الصعب الخروج منه, مشكلتنا معها دعمها للانقلابين فقط

ماذا عن تركيا التي تمول الجيش المالي الانقلابي بالمسيرات ؟

تركيا كانت دوما مناصرة للقضايا العادلة وكدولة إسلامية كنا نتطلع أن تلعب دورا حياديا في المنطقة إلا أن توظيف حكومة باماكو “للدرونز التركية“ساهم في تأجيج الصراع على الأرض خاصة وأن المسيرات التركية أصبحت تستعمل من قبل مرتزقو فاغنر في إبادة لشعب الأزواد ونحن في جبهة تحرير أزواد نستنكر وندين استخدام المشيرات التركية في قتل شعبنا وبالتالي نحن نطالب الحكومة التركية بوقف بيع المسيرات لحكومة الانقلابينف ي باماكو وسنتصدى لأي محاولات لنهب ثروات الشعب الأزوادي وواهم من يحلم بأن يكون له موضع قدم في منطقة الأزواد دون شراكة حقيقية مع ممثلي الأزواد ونحن مستعدون لأي نوع من التضحية جيلا بعد جيل .

هل مبادرة “الحوار الوطني” التي دعا إليها الانقلابي عاصيمي غويتا ولدت ميتة ؟

أشير هنا إلى أنه لا يوجد هناك هدنة مع الانقلابين ونحن في حرب معهم وسنرد لهم الصاع صاعين، ومستمرون فيما بدأناه مع الذين استشهدوا لأن فقدان الثوار والأزواديين لن يزيدنا سوى عزما وإصرارا على أهدافنا, وهذه الاغتيالات تحققت ونجحت عن طريق عميل مندس وسط المجتمعين في منطقة تينزواتين في أقصى الشمال وهو من دلّهم على المكان لتنفيذ جريمتهم

يقول مراقبون أن الحل في شمال مالي بيد الجزائر «حصرا ” والوحيدة القادرة على وساطة لإيجاد مخرج سياسي بعيدا عن شبح الحرب ؟

الوسيط الجزائري ” نزيه ” وليست له أي أطماع وكما قلت في السابق لولا سياسة  الجزائر لكنا اليوم نتحدث عن دولة أزوادية منفصلة عن مالي وبالتالي على انقلابي باماكو عدم الانجرار وراء معاداة الجزائر التي رافعت دوما من أجل حل سياسي بعيدا عن التدخل الأجنبي أو الحل العسكري .

ما الوضع الاقتصادي والاجتماعي والإنساني بشمال مالي الأن ؟

أولا ,نطالب بفتح تحقيق دولي في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الصحراوي وتقديم الجناة إلى العدالة الدولية كما أن تصاعد التوترات والاشتباكات في أجزاء من شمال وشرق مالي، بما في ذلك تمبكتو وغاو وميناكا كان له أثر سلبي على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة ككل التي تشهد حركات نزوح ونقص في الغذاء وصعوبة في الوصول إلى مصادر المياه وهو ما يستدعي تحرك المجتمع الدولي لتقديم مساعدات لشعب أزواد .

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

Slide Up
x