صوت الحق
أخبار الساحل

المجلس العسكري و النصرة : حوار متناقض يثير استنكار جبهة تحرير أزواد

في تطور مثير للجدل، تواصل السلطات الانتقالية في مالي حواراتها الخفية مع جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، بينما ترفض أي تفاوض مع الحركات السياسية المسلحة مثل جبهة تحرير أزواد (FLA). هذا التناقض أثار ردود فعل غاضبة من قيادات الجبهة، الذين وصفوا النظام العسكري في باماكو بـ”الإرهابيين المتعطشين للدماء” واتهموه بالعنصرية والتحيز في اختياره لأطراف الحوار.

حوار مع الإرهابيين.. وإقصاء للمطالب السياسية

فيما تستمر “المفاوضات المجتمعية” بين ممثلي الدولة وكتيبة ماسينا ،  تتعالى أصوات رافضة داخل جبهة تحرير أزواد، التي تعتبر نفسها ممثلة لمطالب سكان أزواد. آتاي أغ محمد، عضو الجبهة، هاجم بشدة توجهات النظام العسكري، قائلاً:

جبهة تحرير أزواد لا تسعى إلى الحوار ولا تقبله مع نظام الإرهابيين المتعطشين للدماء، الذين يفتقرون إلى المصداقية. انقلابيو باماكو شركاء المرتزقة غير مؤهلين للحوار.”

أما عبد الكريم أغ متافا، عضو المكتب التنفيذي للجبهة، فقد ذهب إلى أبعد من ذلك، متهمًا النظام العسكري بالعنصرية الممنهجة ضد مكونات أزواد:

العنصرية جزء من الحمض النووي للماندينغ، والمجلس العسكري في باماكو هو التجسيد المطلق لذلك. حتى بين الإرهابيين هناك تفضيلات. العدو ليس المنظمات بل مكونات المنظمات؛ لكل واحد هدفه.”

هل هناك مخرج؟

بدون حوار شامل يضم جميع الأطراف، بما في ذلك الحركات ذات المطالب السياسية والمجتمع المدني، فإن أي تسوية ستكون هشة وقابلة للانهيار. إذا كانت باماكو جادة في تحقيق السلام، فعليها أن تتوقف عن انتقاء الخصوم والحلفاء بناءً على حسابات آنية، وأن تبدأ في معالجة جذور الأزمة: التهميش السياسي والاقتصادي لأزواد.

لكن مع استمرار الخطاب المتشدد من الجانبين، يبدو أن البلاد مقبلة على مرحلة جديدة من عدم الاستقرار، حيث يصبح العنف هو اللغة الوحيدة التي يفهمها الجميع.

الحل الوحيد للأمة في مالي و الساحل هو انسحاب مالي بشكل كامل في أزواد والاعتراف باستقبال بالسلم أو بالقوة و إلا فإن انعدام الأمن سيزيد مع مرور الوقت ولن تكون هناك تهدئة سواءً تحالفت مالي مع روسيا أو تركيا حتى مع الشيطان فإن ذلك لن يوقف صمود الأزواديين ومسيرتهم التحررية

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

Slide Up
x