هيومن رايتس ووتش” تكشف عن مذبحة سولينزو: جرائم حرب وانعدام المساءلة في بوركينا فاسو

في ظل تصاعد العنف وانعدام الأمن في بوركينا فاسو، تظهر تقارير حديثة عن مذبحة مروعة ارتكبتها ميليشيات موالية للحكومة في مدينة سولينزو ومناطقها الريفية. وفقًا لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”، فإن مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي تكشف عن مقتل عشرات المدنيين، بما في ذلك نساء وأطفال، على أيدي مجموعات مسلحة ترتدي زي ميليشيات محلية معروفة.
تفاصيل المذبحة
في الفترة بين 10 و11 مارس 2025، نفذت قوات الأمن والميليشيات المتحالفة معها عمليات عسكرية واسعة النطاق في منطقة سولينزو، مستهدفة بشكل رئيسي أفرادًا من قبيلة الفولاني، الذين يتهمهم الحكومة بدعم الجماعات الإسلامية المسلحة. وتظهر مقاطع الفيديو التي تم تحليلها من قبل “هيومن رايتس ووتش” عشرات الجثث، بعضها لأطفال، بالإضافة إلى أشخاص على قيد الحياة ولكنهم مصابون بجروح خطيرة ومقيدو الأيدي والأقدام.
في أحد المقاطع، يظهر رجل مسلح وهو يوجه إهانات لامرأة مصابة على الأرض، بينما يبدو طفل صغير بجوارها في حالة حرجة. وفي مقطع آخر، يتم إلقاء جثث على مركبة ثلاثية العجلات، بينما يحتفل المسلحون بذلك. هذه المشاهد المروعة تثير تساؤلات حول مدى انعدام المساءلة في تعامل القوات الحكومية والميليشيات المتحالفة معها مع المدنيين.
الخلفية الأمنية والسياسية
بوركينا فاسو تواجه منذ سنوات أزمة أمنية حادة بسبب تصاعد نشاط الجماعات الإسلامية المسلحة، مثل “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” (JNIM)، التي تنتمي لتنظيم القاعدة. هذه الجماعات تستغل استياء قبيلة الفولاني من الفساد الحكومي والتنافس على الموارد الطبيعية لتجنيد أفراد منها. ومع ذلك، فإن رد فعل الحكومة والميليشيات المتحالفة معها غالبًا ما يأخذ شكل عمليات انتقامية ضد المدنيين، مما يفاقم الأزمة الإنسانية.
انتهاكات القانون الدولي
تعتبر هذه الأحداث انتهاكات صارخة للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك المادة الثالثة المشتركة من اتفاقيات جنيف لعام 1949، التي تحظر قتل المدنيين وإساءة معاملتهم. كما أن الأفراد الذين يرتكبون هذه الجرائم، وكذلك القادة الذين يتغاضون عنها، قد يكونون مسؤولين عن جرائم حرب.
نداء للمساءلة
تدعو “هيومن رايتس ووتش” السلطات البوركينية إلى فتح تحقيقات عادلة ومستقلة في هذه الأحداث، ومحاسبة جميع المسؤولين عن هذه الجرائم. كما تؤكد على ضرورة أن تتخذ الحكومة خطوات فورية لوقف هجمات الميليشيات على المدنيين، وتعزيز سيادة القانون.
خاتمة
مذبحة سولينزو ليست سوى حلقة واحدة في سلسلة طويلة من العنف وانعدام المساءلة في بوركينا فاسو. في ظل استمرار الصراع لأكثر من ثماني سنوات، يدفع المدنيون الثمن الأكبر، بينما تتصاعد الانتهاكات من جميع الأطراف. إن استجابة حازمة من الحكومة والمجتمع الدولي قد تكون الخطوة الأولى نحو إنهاء الإفلات من العقاب وإحلال السلام في المنطقة.