كابوس العبوات الناسفة يؤرق الجيش المالي و فاغنر في أزواد.. والنصرة توجه رسالة ساخرة للهجي

في ظل تصاعد العنف وعدم الاستقرار في منطقة الساحل الإفريقي، تواصل جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” شن هجماتها ضد القوات المالية ومرتزقة فاغنر الروسية، مستخدمة تكتيكات حرب العصابات والعبوات الناسفة التي أصبحت كابوسًا يؤرق القوات الحكومية وحلفاءها. وتُظهر الهجمات الأخيرة في ولايتي كيدال وتمبكتو بأزواد مدى تعقيد التحديات الأمنية التي تواجهها مالي، فضلًا عن تزايد قدرات الجماعات الجهادية على التكيف والابتكار في أساليب القتال.
تفجير تيساليت: اختراق أمني مثير للقلق
في يوم الأحد الموافق 9 مارس 2025، أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين عن تفجير سيارة تابعة للجيش المالي ومرتزقة فاغنر في منطقة تيساليت بولاية كيدال. وأسفر الهجوم عن تدمير سيارتين عسكريتين وإلحاق خسائر بشرية فادحة بالقوات. وفي مقطع فيديو بثته الجماعة، وجه جنودها رسالة ساخرة إلى حاكم ولاية كيدال، الجنرال الهجي، الذي كان قد أكد سابقًا أن الجيش المالي يمتلك القدرات اللازمة لمراقبة كل ما يجري في المنطقة. وأشار المقطع إلى أن القوات المالية فشلت في اكتشاف العبوة الناسفة رغم توفرها على معدات متطورة، مما يطرح تساؤلات حول مصداقية القيادات العسكرية وفعالية استراتيجياتها الأمنية.
تفجير إرتتجيفت: تطور صناعة العبوات الناسفة
في هجوم آخر، أعلنت الجماعة عن تفجير عبوتين ناسفتين استهدفتا دورية للجيش المالي ومرتزقة فاغنر في منطقة إرتتجيفت بولاية تمبكتو اليوم الاثنين 10 مارس 2025. وتُظهر هذه العملية تطورًا ملحوظًا في قدرات الجماعة على تصنيع عبوات ناسفة متطورة يصعب اكتشافها، مما يعكس اعتمادها على حرب غير مباشرة تهدف إلى استنزاف القوات الحكومية وحلفائها. وتُعد هذه التكتيكات جزءًا من استراتيجية أوسع لزعزعة الاستقرار في المنطقة وتعطيل جهود إعادة الأمن.
تساؤلات حول مصداقية القيادات العسكرية
الهجمات الأخيرة تثير تساؤلات جدية حول مصداقية وفعالية القيادات العسكرية المالية. فبالرغم من الادعاءات بامتلاك الجيش المالي لقدرات متطورة في المراقبة والاستخبارات، إلا أن الفشل المتكرر في اكتشاف العبوات الناسفة والتصدي للهجمات الجهادية يُظهر ثغرات كبيرة في الإستراتيجية الأمنية. كما أن اعتماد مالي على مرتزقة فاغنر الروسية، الذين يُنظر إليهم على أنهم قوة أجنبية غير شرعية، يزيد من تعقيد الوضع ويفاقم من حدة الاستقطاب السياسي والأمني في البلاد.
مستقبل مالي: تحديات وتوقعات
في ظل استمرار تصاعد الهجمات الجهادية، يبدو أن مالي تواجه أزمة أمنية متعددة الأبعاد. فبالإضافة إلى التحديات العسكرية، تعاني البلاد من انقسامات سياسية واجتماعية عميقة، فضلًا عن تدهور الأوضاع الاقتصادية.
في النهاية، تُظهر الهجمات الأخيرة أن كابوس العبوات الناسفة لن ينتهي بين ليلة وضحاها، وأن مواجهة التحديات الأمنية في مالي تتطلب إرادة سياسية قوية وإستراتيجية شاملة تعالج الأسباب الجذرية للصراع، وليس الأعراض فقط.