صوت الحق
أخبار أزواد

أزواد : جبهة تحرير أزواد تنشر مقطع فيديو لغارتها الجوية في تيساليت ضد فاغنر .



في تصعيد جديد للتوترات المسلحة بمنطقة أزواد المتنازع عليها، نشرت جبهة تحرير أزواد مقطع فيديو يوثق غارة جوية نفذتها ضد معسكر تابع للجيش المالي ومرتزقة مجموعة “فاغنر” الروسية في بلدة تيساليت مساء يوم الجمعة الموافق 21 فبراير 2025. وأظهرت لقطات الهجوم تدمير معدات عسكرية، بما في ذلك أجهزة تحكم متطورة للطائرات المسيرة التابعة للجيش المالي، وفقاً لمصادر عسكرية محلية. 



تفاصيل الهجوم وتبعاته
وفقاً للبيانات الأولية، أسفرت الغارة عن خسائر مادية فادحة في صفوف القوات المالية ومرتزقة “فاغنر”، حيث استهدفت بنجاح مخازن الأسلحة وأنظمة الاتصالات العسكرية، بالإضافة إلى تدمير أجهزة التحكم بالطائرات المسيرة، التي تُعد عنصراً حاسماً في عمليات المراقبة والاستطلاع التي تنفذها القوات المالية. وجاء هذا الهجوم بعد أسبوع فقط من تدمير مروحية عسكرية مالية تابعة لنفس القوات في المنطقة، مما يشير إلى تصاعد القدرات الهجومية للجبهة وتوسيع نطاق عملياتها من الهجمات البرية إلى الجوية. 

سياق التصعيد الأخير
تُعرِّف جبهة تحرير أزواد نفسها كحركة مسلحة تسعى إلى استقلال إقليم أزواد عن دولة مالي، متهمة الحكومة المالية وشركاءها من مرتزقة “فاغنر” بارتكاب انتهاكات ممنهجة ضد المدنيين، بما في ذلك عمليات القتل والاعتقال التعسفي وتدمير البنى التحتية.

رسائل سياسية وعسكرية
لا تقتصر هذه الهجمات على البُعد العسكري فحسب، بل تحمل دلالات سياسية عميقة. فمن جهة، تسعى الجبهة إلى إثبات قدرتها على مواجهة خصوم مدعومين تقنياً وعسكرياً مثل فاغنر الإرهابية . كما أن التهديد الصريح بـ”استهداف القوات بجميع أنواع الهجمات” يُعتبر محاولة لفرض تكلفة باهظة على الجيش المالي وحلفائه، قد تدفعهم إلى إعادة تقييم استراتيجية بقائهم في الإقليم. 

تداعيات إقليمية ودولية
تُسلط الأحداث الأخيرة الضوء على تعقيدات الأزمة في منطقة الساحل الإفريقي، حيث تتداخل الصراعات المحلية مع المصالج الجيوسياسية الدولية. فوجود مرتزقة “فاغنر” – المرتبطين بنفوذ الكرملين – يضفي طابعاً دولياً على الصراع، بينما تُظهر جبهة أزواد اعتماداً متزايداً على تكتيكات حرب غير تقليدية، كاستخدام الطائرات المسيرة المفخخة أو الغارات الخاطفة، في مواجهة التفوق الناري للخصوم. 

ختاماً، يبدو أن تصعيد جبهة تحرير أزواد العسكري يُعيد المنطقة إلى دائرة المواجهات المفتوحة، في وقتٍ تعاني فيه أزواد من تداعيات إنسانية كارثية بسبب الجرائم المرتكبة ضد المدنيين من قبل الجيش المالي ومرتزقة فاغنر

Slide Up
x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!