المجازر المروعة في أزواد: 33 قتيلا من المدنيين خلال مجزرة للجيش المالي ومرتزقة فاغنر في كيدال

شهدت ولاية كيدال في أزواد يوم الأحد، 16 فبراير 2025، مجازر مروعة ارتكبتها قوات الجيش المالي بالتعاون مع مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية، حيث استُهدف المدنيون العزل بوحشية، مما أسفر عن مقتل نحو 33 شخصًا. وتأتي هذه الاعتداءات في سياق تصاعد العنف الذي تمارسه القوات الحكومية والمرتزقة ضد سكان أزواد، في ظل صمت دولي مريب.
مجزرة أسلغ: قتل وتفخيخ للجثث
في منطقة أسلغ، أقدمت دورية عسكرية تابعة للجيش المالي على فتح النار على تجمع للمدنيين كانوا عند نقطة لسقي الحيوانات، مما أدى إلى مقتل وإعدام اثنين من الأبرياء. لكن الفاجعة لم تتوقف عند هذا الحد، إذ عمدت القوات المهاجمة إلى تفخيخ الجثث، مما أدى إلى انفجارها عند محاولة ذويهم دفنهم، ليرتفع عدد القتلى إلى أربعة.
قصف السيارات ونهب الممتلكات
أطلقت القوات المهاجمة النار على أربع سيارات نقل مدنية من نوع تويوتا؛ اثنتان كانتا متجهتين من غاو إلى برج باجي مختار في الجزائر، والأخريان من غاو إلى البرج. وأسفر الهجوم عن مقتل جميع ركاب ثلاث سيارات، والذين بلغ عددهم 24 شخصًا، بينهم امرأتان وفتاتان وطفل، بينما تمكنت السيارة الرابعة من الفرار، رغم مقتل أربعة أشخاص وإصابة امرأة كانت على متنها.
إضافة إلى ذلك، لم تسلم ممتلكات المدنيين من بطش القوات المهاجمة، حيث قاموا بذبح مئات الحيوانات ونهب المحلات التجارية وإشعال النيران في المنازل، ما أدى إلى تدمير واسع للممتلكات وخلق موجة من الذعر بين السكان.
بيان جبهة تحرير أزواد
في بيان رسمي، وصفت جبهة تحرير أزواد هذه الأحداث بأنها “تطهير عرقي منهجي” تمارسه العصابة العسكرية في باماكو ضد سكان أزواد، مؤكدة أن هذه المجازر ترتكب بوحشية غير مسبوقة، وبمباركة من المجلس العسكري المالي. وقدمت الجبهة تعازيها لأسر الضحايا، داعية المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى إدانة هذه الانتهاكات المروعة التي تُرتكب دون أي عقاب.
مسؤولية باماكو والمجتمع الدولي
تُحمل جبهة تحرير أزواد المجلس العسكري المالي المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، مؤكدة أنها تأتي ضمن سياسة مدروسة تهدف إلى تصفية سكان أزواد وإرهابهم. كما حذرت من أن استمرار هذه الاعتداءات سيؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني والأمني في المنطقة، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين.
صمت دولي وسط تصاعد العنف
تأتي هذه المجازر في ظل صمت دولي مستمر تجاه الجرائم التي تُرتكب في أزواد. ورغم توثيق العديد من الانتهاكات التي نفذها الجيش المالي ومرتزقة فاغنر، لا تزال الاستجابة الدولية ضعيفة، مما يشجع القوات المهاجمة على الاستمرار في ارتكاب المزيد من الفظائع.
ختام
إن ما حدث في كيدال وغاو ليس مجرد أعمال عنف عشوائية، بل جرائم حرب تستهدف المدنيين بشكل مباشر. وإذا لم يتحرك المجتمع الدولي بشكل جدي لمحاسبة المسؤولين عنها، فإن الوضع في أزواد سيواصل التدهور، مما ينذر بكارثة إنسانية كبرى. لذلك، لا بد من تحرك فوري لوقف هذه المجازر وضمان حماية السكان من الاعتداءات المستمرة.