تصاعد الانتهاكات في أزواد: إعدامات ميدانية وتهجير قسري في تمبكتو

شهدت منطقة أزواد، وتحديدًا في إقليم تمبكتو، تصاعدًا مقلقًا في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان خلال الأيام الأخيرة. وفقًا لتقارير محلية، قامت دوريات مشتركة من الجيش المالي (فاما) وعناصر من مجموعة فاغنر الروسية بشن هجمات ممنهجة استهدفت المدنيين في عدة بلدات، منها تاباغوت، تينالفاغايامن، رازلمة، زويرا، وغوبر.
تشير المصادر إلى أن هذه الهجمات أسفرت عن إعدامات ميدانية لعدد من المدنيين، بالإضافة إلى تعرض النساء للتعذيب في تاباغوت، مع تدمير وحرق للممتلكات. من بين الضحايا الذين تم توثيق أسمائهم: عثمان ولد حمتا، حسن أغول أغ أماها، واثنان من أبناء ديدا. كما تم اعتقال كل من ولد أبوبكر أماها وولد إيحيا.
تُظهر مقاطع الفيديو والصور التي شاركها سكان المنطقة مشاهد مروعة لهذه الانتهاكات، مما يثير مخاوف من وجود حملة تطهير عرقي ممنهجة تستهدف مجموعات إثنية معينة، بتوجيه من السلطات الحاكمة في باماكو.
جمعية “كل أكال”، وهي مرصد مدني للدفاع عن حقوق الإنسان لشعب أزواد، أعربت عن إدانتها الشديدة لهذه الأعمال البربرية، ووصفتها بأنها انتهاكات متكررة لحقوق الإنسان تُرتكب من قبل الجيش المالي ومجموعة فاغنر ضد المدنيين في أزواد والمناطق الوسطى من مالي. ودعت الجمعية المنظمات الدولية ووسائل الإعلام والمدافعين عن حقوق الإنسان إلى التحرك العاجل لمعالجة هذه الوضعية الخطيرة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تُوثق فيها مثل هذه الانتهاكات. وفي تقرير سابق لجمعية “كل أكال” عن شهر فبراير 2025، تم توثيق 52 حالة وفاة نتيجة لإعدامات ومجازر ارتُكبت من قبل الجيش المالي وعناصر فاغنر، بالإضافة إلى حالات اعتقال واختفاء قسري ونهب وتدمير ممتلكات المدنيين.
في ظل هذه التطورات المأساوية، يتوجب على المجتمع الدولي التحرك الفوري لحماية المدنيين في أزواد، وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم لمنع استمرار دوامة العنف والانتهاكات.