إسقاط مروحية مالية على يد الجيش الأزوادي : تطور عسكري ورد على الانتهاكات ضد المدنيين

شهدت الساحة العسكرية في أزواد تطورًا لافتًا صباح الثلاثاء 11 فبراير، حيث تمكنت القوات المسلحة الأزوادية، المنضوية تحت جبهة تحرير أزواد، من إسقاط مروحية تابعة للجيش المالي ومرتزقة مجموعة فاغنر الروسية في منطقة تيساليت بولاية كيدال. هذه العملية تمثل نقطة تحول في المواجهات الدائرة، إذ تؤكد امتلاك الأزواد سلاحًا مضادًا للطيران، مما يغير قواعد الاشتباك مع القوات المالية وحلفائها.
دلالات التطور العسكري للأزواديين
يأتي إسقاط المروحية كإشارة واضحة إلى تصاعد قدرات الأزواديين العسكرية، سواء من حيث التسليح أو التكتيكات الحربية. فبعد أن كان القتال يقتصر في الغالب على المواجهات البرية، أصبحت القوات الأزوادية قادرة على استهداف الطيران الحربي المالي، ما يحدّ من تفوق الجيش المالي في الأجواء.
تدل هذه العملية على تنامي قدرات الردع لدى الأزواديين، مما يجعلهم قادرين على مجابهة أي تصعيد عسكري محتمل. كما تعكس هذه الحادثة فشل الاستراتيجية المالية المعتمدة على القوة الجوية في فرض السيطرة على المناطق الأزوادية، لا سيما أن هذه المناطق تشهد مقاومة متزايدة منذ انسحاب بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام (مينوسما).
رد على الانتهاكات ضد المدنيين
لا يمكن فصل هذا الحدث عن السياق الإنساني والسياسي المتوتر في أزواد، حيث جاءت هذه العملية كردّ مباشر على الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها القوات المالية ومرتزقة فاغنر بحق المدنيين العزل. فالتقارير الميدانية تشير إلى حملات قمع وتصفية استهدفت السكان في عدد من المدن والقرى الأزوادية، مما دفع القوات المسلحة الأزوادية إلى تصعيد عملياتها العسكرية ضد الجيش المالي.
ماذا بعد؟
يمثل إسقاط المروحية تطورًا مفصليًا في مسار الصراع، إذ سيؤثر بلا شك على التوازن العسكري في المنطقة. فمن جهة، قد يدفع الجيش المالي إلى مراجعة استراتيجيته القتالية، ومن جهة أخرى، قد يشجع القوات الأزوادية على تكثيف عملياتها وتعزيز سيطرتها على مناطق جديدة.