صوت الحق
أخبار أزواد

كوبي: مقتل 60 شخصًا بينهم مدنيون وعسكريون ماليون ومرتزقة فاغنر.

شهدت منطقة كوبي الواقعة بين مدينتي غاو وأنسنغو يوم الجمعة 7 فبراير 2025، هجومًا داميًا نفذه مقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية استهدف قافلة من السيارات المدنية كانت قادمة من نيامي بالنيجر ومتوجهة إلى أنسنغو في أزواد.

هجوم مباغت وحصيلة ثقيلة

بدأ الهجوم في الساعة الثانية ظهرًا، حيث باغت المهاجمون القافلة مستخدمين أسلحة ثقيلة وخفيفة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة. وكانت القافلة تضم سيارات نقل مدنية محمّلة بالبضائع ومرافقة بقوات من الجيش المالي ومرتزقة فاغنر المكلفين بتأمين الطريق.

ووفقًا لحصيلة أولية من مصادر محلية، فقد قُتل 45 شخصًا في الهجوم، بينهم عسكريون ماليون وعناصر من فاغنر، إضافة إلى عدد من المدنيين الذين كانوا في طريقهم إلى غاو في أزواد. كما أسفر الهجوم عن إحراق عدد كبير من سيارات النقل والشاحنات المحملة بالبضائع، مما زاد من حجم الخسائر المادية.

مجزرة انتقامية تثير غضب السكان

وفي تصعيد خطير للأحداث، أفادت تقارير محلية أن قوات الجيش المالي ومرتزقة فاغنر قاموا بعد الهجوم بإعدام 15 مدنيًا من قومية السونغاي في منطقة كوبي، متهمينهم بالتواطؤ مع المهاجمين. هذا الفعل الوحشي أثار غضبًا واسعًا في صفوف السكان المحليين، الذين يعيشون بالفعل حالة من الحزن والخوف نتيجة تصاعد العنف في المنطقة.

سياق أمني متدهور في الساحل

يأتي هذا الهجوم في ظل تصاعد العمليات المسلحة في منطقة الساحل الإفريقي، حيث تشهد مالي اضطرابات أمنية متزايدة، خصوصًا بعد انسحاب القوات الفرنسية وتنامي نفوذ الجماعات الجهادية في مناطق واسعة من البلاد. كما أن وجود مرتزقة فاغنر زاد من التوترات، إذ يتهمهم السكان المحليون بتنفيذ انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، مما يعمّق الأزمة الأمنية والإنسانية في البلاد.

ردود الفعل والمخاوف من تصعيد جديد

لم تصدر الحكومة المالية أي بيان رسمي بشأن الهجوم حتى الآن، لكن من المتوقع أن يؤدي إلى موجة جديدة من العنف والانتقام، سواء من قبل القوات الحكومية أو الجماعات المسلحة. في المقابل، تزداد المخاوف من أن تؤدي مثل هذه المجازر إلى تعميق الشرخ بين الجيش المالي والمجتمعات المحلية، ما قد يسهم في زيادة وتيرة التجنيد لصالح التنظيمات المتطرفة التي تستغل هذه الأوضاع لاستقطاب المزيد من المقاتلين.

خاتمة

الهجوم الذي شهدته منطقة كوبي هو مثال آخر على تصاعد العنف في مالي ومنطقة الساحل الإفريقي ككل. وبينما تستمر هذه الدوامة الدموية، يدفع المدنيون الثمن الأكبر، حيث يجدون أنفسهم عالقين بين نيران الجماعات المسلحة وقوات الأمن التي يُفترض أن تحميهم. في ظل هذا الواقع، يبقى التساؤل مطروحًا: إلى متى يستمر هذا النزيف؟

Slide Up
x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!