صوت الحق
أخبار الساحل

نداء مفتوح إلى الأمم المتحدة: صرخة استغاثة لوقف الإبادة الجماعية في أزواد


في رسالة مؤثرة ومباشرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، طرح المواطن  هابي الأنصاري قضية إنسانية وسياسية ملحة تتعلق بالأوضاع المأساوية التي تعيشها بعض المناطق في أزواد ووسط مالي، . الرسالة، التي تم إرسالها في السادس من يناير 2025، سلطت الضوء على ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية” والجريمة ضد الإنسانية التي تُرتكب بحق شعوب الطوارق والعرب والفلان  في المنطقة.

مأساة إنسانية في مالي

يروي الأنصاري حادثة مروعة وقعت في الثاني من يناير 2025، حيث اختفت سيارة مدنية تحمل عشرة أشخاص، أغلبهم نساء وأطفال، أثناء رحلتها من “نيونو” في مالي إلى “امبرا” بموريتانيا. بعد يوم كامل من البحث المضني من قبل الأقارب، عُثر على الجثث مشوهة ومحروقة ومدفونة على عجل.

الحادثة ليست معزولة، بل تُظهر نمطًا متكررًا من الجرائم البشعة التي تُرتكب في أزواد على يد القوات المسلحة المالية ومساعديها من مرتزقة “فاغنر”. وفقًا للرسالة، تضمنت الجرائم اغتصاب النساء، بما في ذلك امرأة حامل في شهرها السادس، قبل الإعدام الميداني للضحايا، في مناطق بين “فاتيسويو” و”جورا”.

الرسالة إلى الأمم المتحدة: صرخة لوقف الصمت

دعا الأنصاري الأمم المتحدة إلى كسر صمتها تجاه هذه المآسي اليومية التي تعصف بشعوب مالي. وأشار إلى أن الضحايا، الذين ينتمون إلى قبيلة “كل أنصار”، ليسوا إرهابيين ولا متمردين، بل هم مواطنون عاديون، منهم من كان يدافع عن الدولة المالية والجيش المالي.

واتهم الأنصاري الدولة المالية بالتورط في سياسة قمعية ضد قبائل معينة مثل الطوارق والعرب والفولان مشيرًا إلى أن هذا القمع أصبح إبادة جماعية ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.

رسالة عالمية للعدالة

تساءل الأنصاري عن سبب ازدواجية المعايير الدولية، حيث يبدو أن التضامن والاهتمام الدولي يتركز في مناطق مثل فلسطين وأوكرانيا، بينما يُترك سكان مالي لمصيرهم المأساوي دون أي استجابة حقيقية.

وأكد أن ما يحدث في مالي ليس مجرد شأن داخلي، بل تهديد للسلام والأمن الدوليين، وفقًا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. ودعا المنظمة الدولية إلى إدانة الحكومة المالية وتحميلها المسؤولية، بما في ذلك إحالتها إلى المحاكم الدولية وفرض عقوبات عليها.

أهمية التحرك الدولي

واختتم الأنصاري رسالته بمناشدة الأمم المتحدة للتحرك العاجل قبل تفاقم الأوضاع في منطقة الساحل التي باتت بؤرة للاضطرابات الأمنية والإنسانية. ووجه رسالة قوية إلى المجتمع الدولي مفادها أن استمرار دعم الدول الغربية للنظام المالي الحالي يُعد تواطؤًا مع الجرائم المرتكبة في المنطقة.

رسالة تحمل آمال الشعوب المقهورة

نداء هابي الأنصاري هو صرخة استغاثة، ليس فقط لإنقاذ الضحايا في مالي، بل لوقف الظلم والجور في جميع أنحاء العالم. الرسالة تدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته تجاه هذه المأساة، والعمل بجدية لإنهاء العنف وضمان حقوق الإنسان في مالي ومنطقة الساحل بأكملها.

Slide Up
x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!