صوت الحق
أخبار أزواد

كل أكال : مقتل 50 مدنياً في أزواد جراء انتهاكات حقوق الإنسان (تقرير)

كشف تقرير شهري جديد من جمعية “كَال أَكال” عن سلسلة من الانتهاكات الفادحة لحقوق الإنسان في منطقة أزواد خلال شهر ديسمبر 2024. التقرير الذي اعتمد على مصادر موثوقة وجمع دقيق للبيانات، يسلط الضوء على الجرائم التي ترتكبها القوات المسلحة المالية (FAMAs) ومرتزقة مجموعة فاغنر الروسية، بالإضافة إلى الجماعات الجهادية في المنطقة. الانتهاكات تشمل الإعدامات الجماعية، الاعتقالات التعسفية، التدمير البيئي، ونهب الممتلكات، مما يهدد بشكل خطير حياة المدنيين في أزواد ويزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية في المنطقة.



تفاصيل الانتهاكات:



1. الإعدامات والمجازر: يُعتبر ديسمبر 2024 شهراً دامياً للعديد من المدنيين في أزواد، حيث وثق التقرير 50 حالة من الإعدامات خارج نطاق القانون. من أبرز هذه الحوادث هو الهجوم الذي شنته طائرات مسيرة تابعة للجيش المالي ومرتزقة فاغنر في تينزاواتين بتاريخ 1 ديسمبر 2024، والذي أسفر عن مقتل سبعة من قادة المجتمع، من بينهم الأمين العام لجمعية “كَال أَكال”، سيدي أغ باي. إضافة إلى ذلك، تم تنفيذ إعدامات جماعية في مناطق مختلفة، مثل أنو وان أبابا وتيلوات، حيث قُتل مدنيون بشكل عشوائي.

2. الاعتقالات والاختفاءات القسرية: سجل التقرير 17 حالة اعتقال واختفاء قسري خلال ديسمبر. في 2 ديسمبر، تم اعتقال عدد من المدنيين في سبابوغو، بينما اختفى ثلاثة أفراد بالقرب من كيدال في 5 ديسمبر. ولا تزال مصير هؤلاء المعتقلين مجهولاً حتى الآن.

3. الإصابات والتعذيب: شهدت المنطقة أيضاً تصاعداً في حالات التعذيب والإصابات. ففي 7 ديسمبر، أدت غارة جوية على منطقة حاسي لومزيل إلى إصابة امرأة وأطفالها الثلاثة بجروح خطيرة. كما وثق التقرير حالات أخرى من الإصابة جراء انفجارات وكمائن نفذتها الجماعات المسلحة.

4. التدمير والنهب: النهب والتدمير كانا سمة رئيسية للعمليات العسكرية في المنطقة. قامت القوات المسلحة المالية ومرتزقة فاغنر بنهب وإحراق العديد من المنازل والمتاجر في مناطق مثل دوانزا، غاو، وأجلهوك. كما استُهدفت سيارات مدنية بغارات جوية، مما أدى إلى خسائر مادية ضخمة.

5. تدمير البيئة: في إطار الهجمات الموجهة ضد السكان المحليين، تم توثيق عدة حالات لإشعال حرائق في المراعي التي تعتبر مصدر الحياة للمجتمعات الرعوية في مناطق تومبكتو وكيدال. هذه الأعمال المدمرة ليس فقط ألحقت أضراراً بالبيئة، بل تهدد أيضاً سبل العيش للمجتمعات التي تعتمد على تربية الماشية.

ردود الفعل والتنديد الدولي:

جمعية “كَال أَكال” عبرت عن استنكارها الشديد للإعدامات غير القانونية التي تنفذها القوات المسلحة المالية ومرتزقة فاغنر ضد المدنيين. كما دانت المنظمة الصمت الدولي إزاء الحملة الممنهجة للتطهير العرقي التي تجري في أزواد، مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بتحمل مسؤولياتهم في حماية حقوق الإنسان في المنطقة.

النداء للضغط على الحكومة التركية: من جهة أخرى، دعا التقرير الحكومة التركية إلى وقف دعمها العسكري للسلطات المالية، خصوصاً فيما يتعلق بتوريد الطائرات المسيرة التي تستخدم في استهداف المدنيين. هذا الدعم، حسب التقرير، يسهم بشكل مباشر في تصعيد العنف ضد المدنيين.

دعوة للمجتمع الدولي: في ختام التقرير، دعت جمعية “كَال أَكال” الدول المجاورة والمنظمات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين وضمان حقوق الإنسان في أزواد. كما طالبت المنظمات الإنسانية بتقديم الدعم اللازم للاجئين والنازحين داخلياً في المنطقة، الذين يعانون من ظروف إنسانية قاسية.

خاتمة: إن الانتهاكات الموثقة في تقرير ديسمبر 2024 تشير إلى تصعيد مقلق في العنف ضد المدنيين في أزواد. وتواجه المنطقة أزمة إنسانية خانقة، ويجب على المجتمع الدولي التحرك بسرعة وفعالية لوضع حد لهذه الانتهاكات وحماية السكان المحليين من المزيد من العنف والدمار.

Slide Up
x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!