تناينايت تحت النار: تدمير المستوصف وسرقة ممتلكات المدنيين في هجوم جديد لفاغنر
في تصعيد جديد للعنف المستمر في أزواد، شهدت قرية تناينايت يوم الثلاثاء 24 ديسمبر 2024، هجومًا وحشيًا نفذه مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية بالتعاون مع الجيش المالي. أسفر الهجوم عن تدمير المستوصف الوحيد في القرية، وسرقة ممتلكات المدنيين، وقتل الحيوانات، في عمل يفتقر إلى أي مبرر إنساني. هذا الاعتداء هو الثاني من نوعه على المستوصف ذاته خلال هذا العام.
توسع دائرة العنف
لم يقتصر الأمر على تناينايت؛ فقد أفادت مصادر محلية بتوغلات مشابهة في مناطق أخرى مثل إبدقان، الواقعة بالقرب من مدينة كيدال. هذه العمليات تأتي ضمن حملة ممنهجة تشنها فاغنر منذ عام 2023 ضد السكان المدنيين وممتلكاتهم في جميع أنحاء أزواد.
إبادة منهجية وتهجير قسري
تشير التقارير إلى أن الهجمات تستهدف بشكل خاص مجتمعات الطوارق والعرب والفولان، في محاولة لإبادة السكان الأصليين وتهجيرهم قسرًا إلى دول الجوار، مثل الجزائر وموريتانيا. ومنذ سبتمبر 2023 وحتى ديسمبر 2024، تم تهجير أكثر من 100 ألف مدني وقتل أكثر من ألف شخص.
أساليب وحشية
الجرائم المرتكبة تشمل القتل، قطع الرؤوس، أكل لحوم البشر، حرق المنازل ومناطق الرعي، وتدمير المواد الغذائية. هذه الأفعال لا تستهدف فقط القضاء على حياة المدنيين بل تسعى إلى محو كل وسائل معيشتهم وإجبارهم على النزوح.
صمت دولي مقلق
رغم هذه الجرائم البشعة، يلتزم المجتمع الدولي صمتًا مطبقًا. فلا إدانات ولا تدخلات ملموسة لإيقاف معاناة شعب أزواد. هذا الصمت يثير تساؤلات حول ازدواجية المعايير، حيث تحظى قضايا مثل الأزمة الأوكرانية والفلسطينية و السورية باهتمام عالمي واسع، بينما تُترك شعوب مثل الأزواديين في مواجهة مصيرهم دون دعم.
مطالبات شعبية ودولية
الشعب الأزوادي، الذي أصبح ضحية لهذه الممارسات الوحشية، يستحق الاهتمام والدعم الدولي، تمامًا كما يحصل عليه غيره من الشعوب التي تواجه أزمات إنسانية. إن الحاجة إلى تحرك عالمي عاجل ليست مجرد مطلب إنساني، بل ضرورة أخلاقية وقانونية لوقف هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها.
دعوة للتحرك
المجتمع الدولي مطالب بالتحقيق في هذه الجرائم، وتقديم مرتكبيها للعدالة، ودعم الشعب الأزوادي في نضاله من أجل البقاء في أرضه والعيش بكرامة. أزواد ليست مجرد منطقة جغرافية، بل وطن لشعب عانى كثيرًا ويستحق حياة أفضل.