المحاضرة في منتدى أزواد السياسي حول التحرر والاستقلال في ضوء الشرع والأدب
في إحدى الجلسات المهمة التي نظمها منتدى أزواد السياسي، استضاف الدكتور محفوظ أغ عدنان الشاعر والأديب البارز سيدي حم لإلقاء محاضرة متميزة حول قضية التحرر من الاستعمار وارتباطها بالشرعية الإسلامية والقيم الأدبية. تناولت المحاضرة قضايا حساسة تجمع بين الدين والسياسة والأدب، وسلطت الضوء على أهمية النضال من أجل الكرامة والحقوق مع الالتزام بالضوابط الشرعية والأخلاقية.
محاور المحاضرة
التحرر من الاستعمار في ميزان الشرع
أكد المحاضر أن النضال من أجل الاستقلال واستعادة الحقوق المغتصبة يدخل ضمن إطار الدفاع المشروع الذي أقرته الشريعة الإسلامية. وأوضح أن القتال ضد المستعمر ليس خيارًا، بل واجبٌ إذا تعلق الأمر بالدفاع عن النفس والعرض والأرض، مستشهدًا بقول الله تعالى:
“وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” (البقرة: 190).
وأشار إلى أن الآية تمثل قاعدة عامة لرد العدوان، مشددًا على أن الإسلام يرفض الظلم والاستبداد، ويحث على نصرة المستضعفين في الأرض.
رفع الظلم عن المستضعفين
تناولت المحاضرة كذلك البعد الإنساني لمقاومة الاستعمار، إذ شدد المحاضر على أن رفع الظلم عن المستضعفين من الرجال والنساء والأطفال واجب شرعي، مستندًا إلى قوله تعالى:
“وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ” (النساء: 75).
وأوضح أن هذا النص القرآني يؤكد مسؤولية الأمة الإسلامية في مقاومة الظلم والدفاع عن الحقوق الإنسانية لكل مظلوم.
الأبعاد الأخلاقية للنضال
لم تقتصر المحاضرة على البعد الشرعي فقط، بل تناولت أيضًا الجانب الأخلاقي للنضال، حيث أكد المحاضر ضرورة التزام المقاتلين بالضوابط الشرعية والأخلاق الإسلامية أثناء القتال، ومنها:
1. إخلاص النية لله: القتال يجب أن يكون لتحقيق العدالة ورفع الظلم وليس بدوافع شخصية أو انتقامية.
2. عدم استهداف الأبرياء: شدد المحاضر على أهمية تجنب إيذاء المدنيين، مؤكدًا أن الإسلام يحرم العدوان على غير المقاتلين.
3. احترام القيم الإنسانية: من التعامل برفق مع الأسرى إلى احترام العهود والمواثيق.
دور الأدب في تعزيز قضية التحرر
بوصفه شاعرًا وأديبًا، سلط سيدي حم الضوء على الدور الذي يلعبه الأدب في إحياء الروح الوطنية وتعزيز الكفاح ضد الاستعمار. وأكد أن الشعر والخطابة والكتابة يمكن أن تكون أدوات قوية لنقل معاناة الشعب والتعبير عن تطلعاته في الحرية والكرامة. وألقى قصائد وطنية استنهضت همم الحضور وأكدت على حق الشعب الأزواي في تقرير مصيره.
مخرجات المحاضرة
اختُتمت المحاضرة بمجموعة من التوصيات التي أكدت على أهمية الالتزام بالشرعية الإسلامية والأخلاق في النضال، كما دعت إلى توظيف الأدب والفكر كوسيلة للدفاع عن الحقوق وتعزيز الوحدة الوطنية بين الشعب الأزواي.
الخلاصة
جاءت المحاضرة لتجمع بين الفكر الشرعي والوعي الأدبي، مؤكدة أن الكفاح ضد الاستعمار ليس مجرد واجب شرعي فحسب، بل هو مسؤولية أخلاقية وإنسانية، يجب أن تُدار بحكمة ووعي لتحقيق أهداف سامية دون الإضرار بالقيم التي يقوم عليها الإسلام.