الصراع بين الجماعات الجهادية في بوركينا فاسو: مقتل عناصر من داعش خلال اشتباكات مع النصرة في دوري
يشهد الساحل الإفريقي منذ سنوات تصاعدًا ملحوظًا في النشاط الجهادي، حيث أصبحت المنطقة مسرحًا لصراعات متعددة بين جماعات مسلحة تتنافس على النفوذ والسيطرة. وفي يوم الأربعاء، 3 جمادى الآخرة 1446هـ الموافق لـ4 ديسمبر 2024م، وقعت مواجهات عنيفة بين الجماعات الجهادية في بوركينا فاسو، مما يبرز استمرار التوترات في هذه المنطقة الحيوية.
تفاصيل المواجهة
أعلنت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، وهي إحدى أبرز الجماعات المسلحة الناشطة في الساحل الإفريقي، أنها تمكنت من “القضاء على عنصرين من الخوارج ( تنظيم الدولة الإسلامية ) أثناء الاشتباك معهم في (داديل) بولاية (دوري)، واغتنام سلاحيهما و4 دراجات نارية”. وقد جاءت هذه المواجهة في إطار الصراع المستمر بين هذه الجماعة وجماعات جهادية أخرى تسعى لتوسيع نفوذها.
تعد منطقة “دوري” الواقعة شمالي بوركينا فاسو من المناطق الساخنة التي تشهد باستمرار اشتباكات بين الجماعات المسلحة. وتُعرف هذه المنطقة بأنها معقل للعديد من التنظيمات الجهادية، نظرًا لطبيعتها الجغرافية المعقدة وقربها من الحدود مع مالي والنيجر، ما يجعلها ملاذًا آمنًا ونقطة انطلاق لعملياتها.
خلفية الصراع
الصراع بين الجماعات الجهادية في الساحل ليس جديدًا. فالجماعات مثل “نصرة الإسلام والمسلمين”، التابعة لتنظيم القاعدة، وتنظيم “الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى”، تخوض مواجهات متكررة منذ سنوات. وتكمن أسباب هذا الصراع في التنافس على الموارد، مثل الأسلحة والمركبات، والسيطرة على الطرق التجارية التي تُستخدم للتهريب، بالإضافة إلى محاولة كل جماعة تعزيز نفوذها وجذب المزيد من الأتباع.
تداعيات الصراع على المنطقة
يشكل الصراع بين هذه الجماعات تهديدًا كبيرًا للاستقرار في الساحل الإفريقي. فبالإضافة إلى التهديد المباشر الذي تشكله هذه الجماعات على المدنيين، يُعقد هذا التنافس جهود الحكومات المحلية والدولية التي تسعى لمكافحة الإرهاب. وقد أدى انتشار العنف إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث نزح الآلاف من السكان هربًا من المواجهات المتكررة.
الخلاصة
المواجهات العنيفة في بوركينا فاسو تعكس تعقيد المشهد الأمني في8 الساحل الإفريقي. ومع استمرار التنافس بين الجماعات الجهادية، يبقى الحل مرتبطًا بالعمل على معالجة جذور الأزمة، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لخلق بيئة أكثر استقرارًا وأمانًا.