إدانة قوية من الحاج بكري غومة عضو المجلس الرئاسي الجزائري للهجوم على قادة أزواد: نداء لإنهاء العدوان وإنقاذ المنطقة
في بيان حازم ومؤثر صدر بتاريخ 4 ديسمبر 2024، عبّر الحاج بكري غومة بن براهيم، أمين العقال والأعيان لطاسيلي أزجر وعضو مجلس الأمة عن الثلث الرئاسي، عن إدانته الشديدة للهجوم الجوي الذي استهدف قادة الطوارق الأزواديين. وصف الحادثة بأنها “أجبن عملية اغتيال” استهدفت خيرة أبناء الأمة الطوارقية على يد الجيش المالي، مشيرًا إلى أن الاعتداء وقع على مسافة قريبة جدًا من الحدود الجزائرية، مما يبرز خطورة الوضع وتداعياته الإقليمية.
حزن وألم لفقدان النخبة الأزواديّة
أوضح الحاج بكري غومة أن هذا الهجوم ترك أثرًا عميقًا في قلوب الأمة الطوارقية، معربًا عن بالغ حزنه وأسفه لخسارة قادة وصفهم بأنهم “ثلة الأخيار”. وأضاف أن هذه الفاجعة تمثل استهدافًا ليس فقط للأفراد ولكن لرموز السلام والشجاعة التي تجسدها أمة الطوارق. ووجه تعازيه لجميع قبائل تماشق وأمة إموهاغ، داعيًا الله أن يلهمهم الصبر والسلوان.
تحذير من تداعيات إنسانية كارثية
وأكد البيان أن هذه الاعتداءات المتكررة تسهم في تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة، مما يجعلها مرشحة لمزيد من التدهور. وشدد على أن استمرار التصعيد العسكري بدلًا من الحوار السياسي يهدد بخلق عواقب وخيمة على المستويين الإقليمي والدولي. ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل من أجل وقف النزاع والعودة إلى طاولة المفاوضات.
عودة إلى اتفاق الجزائر
شدد الحاج بكري غومة على أهمية احترام اتفاق الجزائر الموقع في مايو 2015، والذي كان قد وضع إطارًا للسلام بين الحكومة المالية وقادة الحركات الأزوادية. وأشار إلى أن إعلان المجلس العسكري الانتقالي في مالي عن إلغاء العمل بهذا الاتفاق نهاية العام الماضي لم يؤدِ إلا إلى تصعيد التوترات، مع غياب توافقات تتيح العودة إلى المسار الدستوري.
رسالة تضامن وشجاعة
أعاد البيان تسليط الضوء على قيم السلم والتعايش التي يتميز بها الطوارق، لكنه ذكّر أيضًا بتاريخهم الطويل من المقاومة والتضحيات، بدءًا من مقاومة الاستعمار الفرنسي في الجزائر وصولًا إلى النضال المستمر في إفريقيا. وأكد أن الدولة الجزائرية ملتزمة بمبادئها الراسخة في عدم التدخل في شؤون الدول المجاورة، مع الحفاظ على موقف داعم للأمن والاستقرار الإقليميين.
نداء للرئيس تبون والمجتمع الدولي
اختتم الحاج بكري غومة بيانه بمناشدة الرئيس عبد المجيد تبون والمجتمع الدولي للتدخل العاجل لوضع حد لهذه الاعتداءات، داعيًا إلى إيقاف ما وصفه بـ”حرب الإبادة” قبل أن تتدهور الأمور أكثر. وأكد أن الحل يكمن في الحوار والالتزام بالاتفاقيات الدولية بدلًا من الاعتماد على التصعيد العسكري.
تضامن دائم
يمثل بيان الحاج بكري غومة موقفًا قويًا يعكس التضامن الجزائري مع أمة الطوارق وأزواد، ويبرز الدور التاريخي الذي تلعبه الجزائر في دعم الاستقرار والسلم الإقليميين. في ظل التحديات الراهنة، يبقى هذا النداء بمثابة دعوة صريحة للعمل المشترك من أجل إنهاء الصراع وضمان مستقبل أفضل للمنطقة بأسرها.