الجزائر- أزواد: النائب الجزائري هنوني يدعو الجزائر باتخاذ موقف حازم ضد بماكو الذي يمارس “سياسة الأرض المحروقة في أزواد “
في جلسة عامة للبرلمان الجزائري، أثار النائب هنوني محمد قضية شديدة الحساسية تتعلق بالأوضاع الإنسانية والأمنية في منطقة أزواد . جاءت كلماته مفعمة بالغضب والقلق، حيث لفت الانتباه إلى ما وصفه بـ”الجرائم المستمرة” التي تُرتكب بحق السكان العزل في هذه المنطقة التي تعاني منذ سنوات من صراعات متجددة وأوضاع إنسانية متدهورة.
الهجوم الأخير: جريمة أخرى بحق الإنسانية
استهل النائب حديثه بالتذكير بحادثة وقعت منذ يومين قرب الحدود الجزائرية الجنوبية، حيث استهدفت طائرة مسيّرة سبعة من وجهاء الطوارق بصواريخ، في ما اعتبره انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية ولحقوق الإنسان. وأشار إلى أن هذه الجريمة هي جزء من سلسلة طويلة من الاعتداءات التي تتبع سياسة “الأرض المحروقة”، وهو أسلوب يرى فيه النائب امتداداً لسياسات المستعمر الفرنسي أثناء الثورة الجزائرية.
الأوضاع في أزواد: مأساة مستمرة
ألقى هنوني الضوء على الأوضاع الإنسانية في إقليم أزواد، الذي يشهد حالة من الفوضى والعنف منذ سنوات. ورغم توقيع اتفاقيات سلام في السابق، لم تتوقف المواجهات بين المجموعات المسلحة وقوات الحكومة المالية. السكان المدنيون هم الضحية الأولى لهذه الصراعات، حيث يتعرضون يومياً للقتل والتهجير وتدمير ممتلكاتهم بواسطة الجيش المالي وحلفائه من فاغنر
الدعوة إلى التحرك الدبلوماسي
في ظل هذه الظروف، وجه النائب دعوة صريحة إلى الدبلوماسية الجزائرية لاتخاذ موقف واضح وحازم تجاه النظام الانقلابي في باماكو. شدد هنوني على أهمية الضغط من أجل وقف هذه الانتهاكات اليومية بحق شعب أعزل، مطالباً بتكثيف الجهود الدبلوماسية على كافة المستويات، إقليمياً ودولياً، للتصدي لهذه الجرائم وضمان حماية المدنيين.
المسؤولية الجزائرية والإقليمية
كجارة قريبة تتحمل الجزائر مسؤولية خاصة تجاه ما يحدث في منطقة أزواد. تاريخياً، كانت الجزائر وسيطاً رئيسياً في حل النزاعات في المنطقة، ولعبت دوراً محورياً في توقيع اتفاق السلم والمصالحة في مالي عام 2015. واليوم، يرى النائب أن الوقت قد حان لتعزيز هذا الدور وممارسة المزيد من الضغط الدبلوماسي والسياسي لضمان الاستقرار في الجوار.
ختام: صوت الضمير
كلمات النائب هنوني محمد تمثل صوت الضمير الحي الذي يرفض الصمت أمام الظلم والاعتداء. إن دعوته للتحرك ليست مجرد خطاب سياسي، بل هي نداء إنساني يتطلب استجابة عاجلة من كافة الأطراف المعنية.