سرقة بطاريات مسجد سنكوري في تمبكتو: تهديد جديد لتراث عالمي عريق
في حادثة تثير القلق بشأن أمن التراث الثقافي والتاريخي، تعرضت بطاريات ألواح الطاقة الشمسية الخاصة بمسجد “سنكوري” في مدينة تمبكتو، إحدى المدن العريقة في أزواد، للسرقة ليلة الخميس 14 نوفمبر 2024. يُعد مسجد “سنكوري” واحدًا من أبرز معالم تمبكتو التاريخية وثالث المساجد الكبرى فيها، وقد تم تصنيفه ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو لما يحمله من قيمة حضارية ودينية عظيمة.
أهمية مسجد “سنكوري”
مسجد “سنكوري” ليس مجرد بيت للعبادة، بل يُعتبر رمزًا للهوية الإسلامية والثقافية لتمبكتو التي لطالما عُرفت بأنها “مدينة الـ333 وليًا”. يعود تاريخ المسجد إلى القرن الرابع عشر عندما شيده حاكم تمبكتو آنذاك، وتميز بدوره كمركز تعليمي وصرح معرفي، حيث استضاف جامعة سنكوري الشهيرة، التي كانت مركزًا لإنتاج المعرفة وتبادل العلوم الإسلامية في العالم الإسلامي.
أهمية ألواح الطاقة الشمسية للمسجد
في السنوات الأخيرة، أصبحت ألواح الطاقة الشمسية مصدرًا رئيسيًا لتوفير الطاقة لمرافق المسجد وللمجتمع المحيط. وقد مُولت هذه الألواح كجزء من مبادرات التنمية المستدامة لتحسين البنية التحتية في المدينة التي تعاني من ضعف في خدمات الكهرباء.
بطاريات هذه الألواح تُعتبر مكونات أساسية لتخزين الطاقة وضمان استمرار الإضاءة وتشغيل المرافق الحيوية ليلاً، خصوصًا في المناطق التي تعتمد بشكل كبير على مصادر طاقة بديلة.
تفاصيل الحادثة وآثارها
بحسب مصادر محلية، وقعت عملية السرقة في وقت متأخر من الليل، حيث تمكن الجناة من تفكيك البطاريات ونقلها دون إثارة انتباه الحراس أو السكان المجاورين. ورغم أن السلطات المحلية فتحت تحقيقًا في الحادث، إلا أن سرقة المعدات التقنية في تمبكتو تُعد ظاهرة متكررة نتيجة للتحديات الأمنية التي تعاني منها المنطقة منذ سنوات.
تحديات حماية التراث في تمبكتو
تمبكتو، التي أُدرجت على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، تواجه منذ سنوات تهديدات متعددة مثل النزاعات المسلحة والسرقات المتكررة التي تطال مواقعها التاريخية. هذه الحادثة تسلط الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز التدابير الأمنية لحماية التراث الثقافي الذي يمثل جزءًا لا يتجزأ من هوية المنطقة والعالم.
ردود الأفعال المحلية والدولية
أثارت السرقة موجة من الاستياء بين السكان المحليين والمسؤولين عن الحفاظ على التراث. كما ناشدت منظمات دولية، بما في ذلك اليونسكو، السلطات المالية لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المواقع المدرجة ضمن التراث العالمي.
الخطوات المستقبلية
للتصدي لمثل هذه الحوادث، يجب اتخاذ مجموعة من الإجراءات:
1. تعزيز الأمن: زيادة عدد الحراس وتثبيت كاميرات مراقبة في المناطق الحيوية.
2. التعاون الدولي: توفير الدعم الفني والمالي لتحسين وسائل حماية التراث.
3. توعية المجتمع: إشراك السكان المحليين في حماية المواقع التراثية عبر برامج توعية وتحفيز.
حادثة سرقة بطاريات مسجد “سنكوري” تُعد جرس إنذار يُذكرنا بأهمية حماية التراث الثقافي في المناطق المضطربة. الحفاظ على هذه المواقع ليس مجرد مسؤولية محلية بل واجب عالمي للحفاظ على إرث إنساني مشترك يحمل بين طياته ذاكرة شعوب بأكملها.