صوت الحق
أخبار أزواد

الجرائم المستمرة في أزواد: مقتل شاب تحت التعذيب في إنتهقا – غاو





في حلقة جديدة من سلسلة الاعتداءات التي يتعرض لها أبناء أزواد، شهدت ولاية غاو مأساة أخرى تجسد حجم المعاناة التي يعيشها سكان هذه المنطقة. الشاب “النجم أغ محمد”، الذي ينتمي إلى مجتمع كل أسوك، كان ضحية اعتقال غير مبرر وتعرض لأبشع أشكال التعذيب على يد الجيش المالي، بمشاركة من مجموعة فاغنر الروسية. ووفقًا للمصادر المحلية، فقد عُثر على جثته يوم الاثنين 4 نوفمبر 2024، في تين اسميض قرب مدينة غاو.

التفاصيل:

في 3 نوفمبر، تم اعتقال النجم أغ محمد من موقعه في منجم الذهب بانتهاكا بولاية غاو. ووفقًا لشهود عيان، فقد تعرض هذا الشاب لأعمال تعذيب وحشية، دون أن توجه إليه أي تهم واضحة أو مبررات قانونية. وأشارت المصادر المحلية إلى تورط مجموعة فاغنر الروسية في هذه العملية، حيث شوهدت عناصرها تشارك في التنكيل به تحت أعين الجيش المالي.

وبعد ساعات من التعذيب، عُثر على جثة النجم أغ محمد ملقاة في منطقة تين اسميض. وقد أثار هذا الحادث موجة من الغضب والاستياء بين أفراد مجتمع كل أسوك وسكان ولاية غاو عامة، الذين باتوا يعيشون في حالة من الرعب المستمر بسبب حملات الاعتقال والقتل المتكررة التي تستهدفهم.

السياق التاريخي:

منذ تأسيس دولة مالي، عانى شعب أزواد من التهميش والقمع والعنف المنهجي، حيث تعرضوا لحملات عسكرية وإجراءات قمعية هدفت إلى إخضاعهم وكسر إرادتهم. وقد زادت الأوضاع سوءًا بعد تدخل مجموعة فاغنر الروسية، التي ارتبطت بارتكاب العديد من الجرائم ضد المدنيين في أزواد وغيرها من مناطق مالي. وبالرغم من الانتهاكات المستمرة، لم تُبدِ الحكومة المالية أي التزام بتوفير الحماية لمواطنيها أو بالتحقيق في الجرائم المرتكبة ضدهم.

الجرائم ضد الإنسانية والصمت الدولي:

أثار مقتل النجم أغ محمد صدمة عميقة في المجتمع الأزوادي، حيث يُنظر إلى هذه الجرائم كجرائم ضد الإنسانية يجب أن تُحاسب عليها الحكومة المالية وشركاؤها. ويعكس هذا الحادث، كسابقاته، فشل المجتمع الدولي في تقديم الحماية والدعم لأبناء أزواد، إذ لا يزال العالم يغض الطرف عن الجرائم التي ترتكبها الأطراف المتورطة في النزاع بمالي.

إن الصمت الدولي إزاء هذه الجرائم يعزز من استمرارها، مما يضع المسؤولية على عاتق المنظمات الحقوقية الدولية لمحاسبة مرتكبيها.

الخاتمة:

إن ما يحدث في أزواد ليس سوى جزء من معاناة طويلة الأمد يعانيها هذا الشعب منذ عقود، تحت وطأة العنف والقمع. في ظل غياب المحاسبة وتجاهل المجتمع الدولي، يظل أبناء أزواد معرضين للانتهاكات اليومية دون حماية. ويبقى الأمل معقودًا على التحرك الجاد للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لوقف هذا العنف وتوفير بيئة آمنة للشعب الأزوادي.

Slide Up
x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!