استهداف مدرعة للجيش المالي ومرتزقة فاغنر في تساليت يُسفر عن قتلى وخسائر فادحة
شهدت منطقة “تساليت” الواقعة في إقليم أزواد، حادثة أمنية جديدة استهدفت الجيش المالي وحلفاءه من مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية، مما يعكس التصاعد المستمر للتوترات والعنف في تلك المنطقة الملتهبة. في يوم الأربعاء، 30 أكتوبر 2024، قامت جماعة النصرة، عبر عبوة ناسفة، باستهداف دبابة تابعة للجيش المالي كانت تتحرك بين منطقتي “أبنكو” و”تساليت”، مما أسفر عن تدمير كامل للمركبة وسقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات المستهدفة.
تفاصيل الهجوم
بحسب المعلومات المتوفرة، فإن الهجوم وقع أثناء مرور المركبة المدرعة في إحدى الطرقات الوعرة، التي غالباً ما يستخدمها الجيش المالي لتأمين المنطقة. انفجرت العبوة الناسفة تحت الدبابة، مما أدى إلى تدميرها بالكامل. ويقدر أن الهجوم أدى إلى مقتل عدد من الجنود الماليين بالإضافة إلى أفراد من مجموعة فاغنر، التي تدعم القوات الحكومية في عملياتها ضد الجماعات المسلحة في أزواد.
تصاعد العنف في شمال مالي
يأتي هذا الهجوم في سياق تصاعد أعمال العنف في أزواد منذ انسحاب القوات الفرنسية والأممية من المنطقة. تعتمد الحكومة المالية بشكل متزايد على دعم المرتزقة الروس لمواجهة المجموعات المسلحة، إلا أن هذا التوجه أضاف تعقيدات جديدة للوضع الأمني الهش أصلاً، حيث اتسعت دائرة الصراع وأصبح المدنيون المحليون عرضة لمزيد من الانتهاكات.
تعد منطقة تساليت مسرحاً للعديد من العمليات العسكرية منذ سنوات، خاصة أنها تقع في منطقة حدودية وتستضيف قوات عسكرية تسعى لمراقبة تحركات المجموعات المسلحة وفرض السيطرة على مسالك الطرق. وتستفيد جماعة النصرة من معرفة عميقة بالمنطقة الجغرافية، مما يمكنها من تنفيذ هجمات سريعة وعنيفة باستخدام عبوات ناسفة وزرع كمائن ضد القوات الحكومية.
مخاطر التحالف مع مرتزقة فاغنر
تجلب مشاركة مرتزقة فاغنر في الصراع تحديات إضافية؛ حيث يُعتبر وجودهم أحد أسباب ازدياد حدة العنف في المنطقة. ورغم أن الحكومة المالية ترى في فاغنر دعماً ضرورياً لتحقيق الأمن الداخلي، إلا أن هذا الدعم يأتي بتكلفة باهظة، إذ يتسبب وجودهم في تحفيز الجماعات المسلحة على تكثيف هجماتها ضد القوات الحكومية ومن يتعاون معها، كما أنه يؤدي إلى تراجع التأييد الشعبي للقوات المالية في بعض المناطق.
انعكاسات الهجوم
يعد هذا الهجوم دليلاً على القدرات التنظيمية والتخطيطية لجماعة النصرة في المنطقة. ويبرز هذا الاستهداف محدودية القوات الحكومية في احتواء التهديدات الأمنية، خاصة مع ازدياد التوترات والعزلة الدولية التي فرضت على مالي بسبب انخراطها مع فاغنر. من المرجح أن يؤثر هذا الهجوم على معنويات القوات المالية ويزيد من الضغوط التي تواجهها الحكومة في سعيها لفرض السيطرة على الشمال.
تظل منطقة أزواد عالقة في دائرة العنف المستمرة التي تشتد مع كل تصعيد جديد. هذا الهجوم الأخير على الدبابة الحربية بين أبنكو وتساليت هو مثال جديد على حجم التحديات الأمنية التي تعيشها البلاد.