صوت الحق
أخبار أزواد

تفاقم تدمير الموارد الرعوية في أزواد: استراتيجية “الأرض المحروقة” تهدد سبل العيش

تشهد منطقة كيدال في أزواد تصاعداً في حرائق المراعي، والتي تشير تقارير محلية إلى أنها تُشعل بشكل متعمد من قبل دوريات تابعة لمجموعة فاغنر الروسية، بالتعاون مع الجيش المالي. يستخدم هذا الأسلوب المعروف بـ”الأرض المحروقة” بهدف حرمان الرعاة من مصادر غذاء قطعانهم وإجبار السكان على النزوح، مما يزيد من هشاشة المجتمعات المحلية التي تعاني بالفعل من ظروف معيشية قاسية.

الحرائق كوسيلة لتشتيت المجتمعات الرعوية

في يوم 31 أكتوبر 2024، أُبلغ عن اندلاع حرائق كثيفة في منطقتي إغشار وساديسان، على بعد 40 كيلومتراً شمال غرب كيدال. وقد وردت تقارير عن عدة حوادث مشابهة في أنحاء متفرقة من أزواد منذ نهاية موسم الأمطار، ما يثير تساؤلات حول استراتيجية منظمة تهدف لتدمير الموارد الرعوية والتسبب في اضطراب المجتمعات البدوية التي تعتمد على تربية الماشية كمصدر رئيسي للعيش.

أفادت مصادر محلية بأن الحرائق لم تتوقف عند ساعات النهار فقط، بل امتدت إلى الليل، مما يفرض صعوبات إضافية على محاولات السيطرة عليها وإخمادها. ويحاول عدد من السكان، من بينهم مقاتلو الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي (CSP-DPA)، التصدي لهذه الحرائق باستخدام تقنيات تقليدية، حيث يتطلب الأمر خبرة محلية ومهارات تقليدية للسيطرة على انتشار النيران.

التداعيات الاقتصادية والاجتماعية

تشكل هذه الحرائق تهديداً كبيراً للثروة الحيوانية التي يعتمد عليها السكان الرعاة في أزواد، حيث أصبحت المراعي شبه نادرة نتيجة لهذه العمليات المتعمدة. ومن الجدير بالذكر أن هذا العام شهد أمطاراً غزيرة ساعدت في ازدهار المراعي، وهو ما يُظهر نية فاغنر وحلفائهم في الجيش المالي لتدمير تلك الموارد رغم أهميتها الكبيرة للأهالي.

يقول أحد السكان المحليين: “نحن نعتمد على هذه المراعي لإطعام ماشيتنا. تدميرها هو تدمير لحياتنا وحياة عائلاتنا.” وتتسبب هذه الاستراتيجية في زعزعة الأمن الغذائي في المنطقة، مما يزيد من خطر المجاعة ويهدد بقاء هذه المجتمعات.

التأثيرات على الأمن الغذائي والمجتمعي

في سياق يعاني بالفعل من قلة الموارد وانعدام الاستقرار، تؤدي هذه الحرائق المتعمدة إلى زيادة الضغط على المجتمعات المحلية، مما قد يدفع السكان إلى النزوح القسري، وهو ما قد يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في المنطقة. ويعتبر انعدام الأمن الغذائي الناجم عن فقدان الموارد الطبيعية مثل المراعي أحد العوامل التي قد تؤدي إلى تفاقم التوترات وزيادة الاحتقان بين السكان المحليين والمسلحين، وخاصة مع وجود عسكري متزايد في المنطقة.

توصيات للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية

يستدعي الوضع في أزواد تدخلاً عاجلاً من قبل المنظمات الدولية والحقوقية للتحقيق في هذه الحوادث والتصدي لاستراتيجية “الأرض المحروقة” التي يتبعها الحلف العسكري المالي بالتعاون مع مرتزقة فاغنر. وينبغي على المجتمع الدولي الضغط على الأطراف المتورطة لوقف استهداف الموارد الطبيعية ومحاسبة المسؤولين عن التسبب في تدمير سبل العيش للمجتمعات المحلية.

Slide Up
x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!