إسقاط طائرة روسية في السودان: تفاصيل مثيرة تكشف دوراً أجنبياً في تأجيج النزاع المسلح
يشهد السودان تصاعداً في وتيرة الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والذي أودى بحياة الكثيرين وشرّد الملايين. في ظل هذا النزاع المستمر، ظهرت تقارير حديثة تتحدث عن إسقاط طائرة شحن في شمال دارفور كانت تستخدم لتزويد القوات المسلحة السودانية بالإمدادات، وأفادت قوات الدعم السريع بأنها أسقطت الطائرة، التي كان يقودها طاقم روسي، ووجدت بداخلها وثائق تشير إلى هوية الطاقم وأدوارهم في النزاع.
تفاصيل الحادث
أعلنت قوات الدعم السريع أن الطائرة، وهي من طراز “إليوشين IL-76” الروسي، كانت تستخدم من قبل الجيش السوداني لنقل الأسلحة والمؤن إلى القوات في مدينة الفاشر المحاصرة. وأفادت مصادر أن الطائرة أُسقطت صباح يوم الإثنين بالقرب من منطقة ملحة شمال الفاشر، حيث عرضت قوات الدعم السريع صورًا تظهر حطام الطائرة وبعض الوثائق الثبوتية لطاقم الطائرة الروسي.
وبحسب تحليل أجرته “مركز المعلومات من أجل الصمود” (CIR) ومقره لندن، فإن أجزاء من محرك الطائرة وقطع أخرى تتطابق مع طائرات الشحن الروسية IL-76. وأكدت “رويترز” الموقع من خلال مقارنة التضاريس والجبال المحيطة بالموقع مع الصور المتاحة.
الدور الروسي ودلالات التدخل الأجنبي
تشير التقارير إلى أن الحادث يسلط الضوء على التدخل الأجنبي ودوره في إمداد الأطراف المتصارعة بالسلاح والعتاد. ووفقاً لصور وثائق الهوية التي عرضتها قوات الدعم السريع، تبيّن أن أحد أفراد الطاقم، ويدعى فيكتور غرانوف، له سوابق بتهريب الأسلحة، وقد ارتبط سابقاً بفيكتور بوت، المعروف بلقب “تاجر الموت”. يُذكر أن بوت أطلق سراحه من السجون الأميركية ضمن صفقة تبادل في 2022.
كما كشفت التحقيقات أن شخصاً آخر، وهو أنتون سيلفانتيس، كان من بين الطاقم الروسي. وتبين من حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي أنه قد عمل سابقاً في مطارات عدة إلى جانب طائرات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي. وقد نفى البرنامج أي علاقة لسيلفانتيس به.
ردود الفعل الدولية والمحلية
لم يصدر الجيش السوداني تعليقاً رسمياً حول الحادث حتى الآن، بينما أعلنت السفارة الروسية في الخرطوم أنها تقوم بالتحقيق في الأمر. ولم تصدر وزارة الخارجية الروسية بدورها أي بيان بشأن الحادث. يشار إلى أن السودان يعتمد بشكل عام على أطقم طيران من دول الاتحاد السوفيتي السابق.
أبعاد الحادث وأثره على النزاع السوداني
يكشف هذا الحادث عن عمق شبكة التوريد التي تغذي النزاع السوداني، ويشير إلى دور الجهات الأجنبية في تأجيج الوضع. فقد أدت الحرب في السودان منذ أكثر من 18 شهراً إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص، وانتشار المجاعة وارتفاع عدد القتلى. ومن المرجح أن يزيد الكشف عن تورط أجانب في إمداد الأطراف المتنازعة من تعقيد المشهد السياسي والأمني.
يشير حادث إسقاط الطائرة الروسية إلى مدى تشابك المصالح الدولية في النزاع السوداني، حيث بات الصراع المحلي يستقطب جهات خارجية تمد كلا الطرفين بالعتاد العسكري والخبرات القتالية. ومع استمرار القتال، يُثار التساؤل حول مستقبل السودان واستقراره، وحول التدخلات الخارجية التي تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في هذا البلد المنهك بالحروب.