الجيش الموريتاني يتدخل لإخماد حريق قرب الحدود مع أزواد
شهدت منطقة “أم اعشيش” التابعة لمقاطعة باسكنو في الأسبوع الماضي حادثة حريق واسعة النطاق، تمكنت إحدى سرايا المنطقة العسكرية الخامسة من السيطرة عليها وإخمادها، في جهد مشهود لإغاثة السكان وتجنب انتشار النيران إلى نطاق أوسع. بدأ تدخل السرية يوم الثلاثاء في تمام الساعة الخامسة مساءً، واستمر حتى منتصف الليل، حيث قامت القوات بمحاصرة النيران خارج محيط القرية، مما أسهم في حماية الأرواح والممتلكات وإنقاذ السكان، بما فيهم النساء والأطفال. وقدرت الوحدة العسكرية المساحة المتضررة بحوالي 30 هكتارًا.
تجددت جهود الإغاثة في صباح اليوم التالي، عندما تلقت السرية طلب استغاثة جديد من عدة أسر تقطن على مشارف منطقة “أدباي أهل أحمد سالم”. استجابت السرية بسرعة، حيث بدأت عملية التدخل فورًا وتمكنت من إنقاذ مجموعة من النساء والأطفال، كما قدرت المساحة المتضررة في هذه المنطقة بنحو 35 هكتارًا.
الدور الحاسم للوحدات العسكرية في حماية المناطق الريفية
جاء تدخل السرية العسكرية كجزء من مهامها في حماية القرى الحدودية والسكان، وهي مهام تتجاوز الجانب الأمني لتشمل الوقاية من الحرائق والحفاظ على استدامة الموارد الطبيعية، كالمرعى الذي يعتمد عليه الكثير من السكان. ونظرًا لتكرار حوادث الحرائق التي تهدد المناطق الريفية، تقوم الوحدات العسكرية بتنفيذ عمليات توعية مستمرة لسكان القرى الحدودية حول كيفية تفادي الحرائق والحفاظ على المراعي.
تشمل عمليات التوعية العسكرية تنظيم دوريات منتظمة تهدف إلى تعزيز وعي السكان المحليين بالمخاطر البيئية وطرق الحد منها، إلى جانب تقديم الخدمات الصحية التي تسهم في رفع مستويات السلامة العامة. هذا الدور الشامل للقوات المسلحة يظهر التزامها ليس فقط بحماية الحدود، وإنما أيضًا بتمكين المجتمعات المحلية ودعم استقرارها البيئي والاقتصادي.
أثر الحرائق على البيئة والمجتمع
إن الأضرار التي خلفتها هذه الحرائق تمثل تهديدًا بيئيًا يؤثر بشكل مباشر على الحياة البرية والمحاصيل الزراعية والمراعي الطبيعية. ويأتي الاهتمام العسكري بهذا النوع من التدخلات في سياق حرص السلطات على حماية الموارد البيئية والاقتصادية، إذ يعتمد العديد من سكان القرى الحدودية على الرعي والزراعة كمصدر رئيسي للرزق.
تعتبر هذه الحرائق أيضًا مصدر خطر على الصحة العامة، خاصةً بالنسبة للفئات الأكثر ضعفًا مثل النساء والأطفال الذين قد يكونون عرضة لاستنشاق الدخان والتعرض للحرائق بشكل مباشر. لذا فإن استجابة السرية العسكرية السريعة كان لها دور كبير في حماية الأرواح وتقليل المخاطر.
تعزيز التعاون بين المجتمع والقوات العسكرية
يشير نجاح العمليات العسكرية في إخماد الحرائق إلى أهمية التعاون بين الجيش والمجتمع المحلي، حيث إن الإبلاغ السريع من قبل السكان المحليين يساعد في تسهيل استجابة سريعة. كما تسعى الوحدات العسكرية إلى تعزيز هذا التعاون من خلال ورشات عمل ميدانية وجلسات توعية تهدف إلى تعليم السكان الطرق الفعّالة في الوقاية من الحرائق وتجنب السلوكيات التي قد تزيد من احتمالية وقوعها.
تعد هذه الحوادث تذكيرًا بأهمية دور القوات المسلحة في حماية المناطق النائية ودعم المجتمعات المحلية في الأوقات الصعبة. إن تكرار هذه التدخلات يؤكد أهمية الاستعداد لمواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية وتجنبها قدر الإمكان، وذلك من خلال تعزيز الوعي وتحسين التنسيق بين القوات الأمنية والسكان المحليين.