جماعة النصرة تستهدف آلية للجيش المالي بعبوة ناسفة في نارا، مخلفة عددًا من القتلى والإصابات
في حادث أمني خطير يسلط الضوء على الوضع الأمني غير المستقر في مالي، استهدفت جماعة النصرة المسلحة آلية تابعة للجيش المالي (المعروفة باسم فاما – FAMA) بعبوة ناسفة في مدينة نارا، وهي مدينة تتبع ولاية كوليكورو الواقعة في غرب البلاد بالقرب من الحدود مع موريتانيا. وقع الهجوم في يوم الجمعة، الموافق 22 ربيع الآخر 1446 هـ، والذي يقابله تاريخ 25 أكتوبر 2024م، ما أسفر عن سقوط ضحايا وخسائر.
تفاصيل الحادث
أشارت التقارير الأولية إلى أن العبوة الناسفة التي زرعتها جماعة النصرة انفجرت أثناء مرور آلية للجيش المالي، مما أدى إلى مقتل ضابط شرطة وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وأكدت السلطات المحلية أن الهجوم وقع في ضواحي مدينة نارا، حيث كانت الآلية العسكرية تؤدي دورية اعتيادية في المنطقة المعروفة بتوتراتها الأمنية ووجود الجماعات المسلحة التي تهدد الاستقرار.
دلالات الهجوم
يعد هذا الحادث تصعيداً في سلسلة الهجمات التي تتعرض لها قوات الجيش المالي، وخاصة في المناطق الحدودية، ويعكس تحديات كبيرة تواجه السلطات في مالي لتحقيق الاستقرار في البلاد. تتكرر مثل هذه الهجمات على الرغم من الجهود الأمنية والعسكرية التي تبذلها الحكومة المالية بمساعدة بعض القوى الإقليمية والدولية، مما يعكس تطور تكتيكات الجماعات المسلحة في استخدامها للعبوات الناسفة والألغام لشن هجماتها ضد القوات النظامية.
الوضع الأمني في منطقة كوليكورو
تشهد ولاية كوليكورو، التي تقع شمال العاصمة باماكو، تزايداً في التوترات الأمنية منذ فترة طويلة، وذلك بسبب وجود جماعات مسلحة تتبنى أفكاراً متطرفة وتستغل الاضطرابات السياسية والأمنية التي تعاني منها مالي منذ عدة سنوات. وتعد منطقة نارا تحديداً من بين المناطق التي تواجه تحديات أمنية حادة نظراً لقربها من الحدود مع موريتانيا، مما يجعلها عرضة للتنقل السهل للجماعات المسلحة بين حدود الدولتين.
ردود الفعل الرسمية والدولية
أعربت الحكومة المالية عن استنكارها للهجوم ووعدت بالرد الحازم على هذه الجماعات، مؤكدةً التزامها بمواصلة الجهود لاستعادة الأمن والاستقرار في المناطق المتضررة. كما يُتوقع أن يتلقى الجيش المالي دعماً إضافياً من شركائه الدوليين في مواجهة مثل هذه التهديدات.
من ناحية أخرى، يعكس هذا الهجوم استمرار حالة الفوضى التي تعيشها مالي في ظل انتشار الجماعات المسلحة، التي تنشط في عدة مناطق من البلاد، مستغلةً الأوضاع الداخلية التي تعاني من عدم استقرار سياسي وأمني منذ فترة طويلة.