ترقية موديبّو كونّي : إرهاب الدولة وتصاعد العنف ضد المدنيين وفشل في الميدان .
في 22 أكتوبر 2024، قام رئيس المرحلة الانتقالية في مالي بتقليد مدير الوكالة الوطنية لأمن الدولة، موديبّو كونّي، رتبة جنرال في فيلق الجيش بصفة استثنائية. وقد جاءت هذه الخطوة بعد حفل كبير لتسليم الأوسمة للجنرالات الجدد، حيث وقف كونّي بجانب الجنرال الإرهابي أسيمي غويتا، في صورة تجمعهما معاً بعد تقليده الرتبة، وقد بدت ساقا كونّي ملتصقتين.
ورغم هذه المظاهر، تؤكد مصادر متعددة أن موديبّو كونّي، المجرم المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، تعرض لبتر إحدى ساقيه في تركيا. وتشير تقارير إلى أنه أصيب بلدغة أفعى في باماكو بداية العام، ما تسبب في إصابته بمرض خطير استدعى نقله إلى تركيا للعلاج. كونّي، المعروف بعدائه الشديد للطوارق والعرب، استغل منصبه لإرهاب المدنيين العزّل من سكان أزواد، حيث اعتاد وصفهم بالإرهابيين منذ أن نقض اتفاق الجزائر. خلال فترة عمله، أشرف على عمليات قتل وتشريد آلاف المدنيين الأبرياء من 2023 وحتى اليوم.
يعتبر موديبّو كونّي شخصية فاشلة على المستوى الاستخباراتي، حيث أخفق في العمليات الميدانية المتعلقة بالضربات الجوية والعمليات العسكرية، ما يجعل ترقيته لرتبة جنرال أمراً غير مستحق وغير مبرر بأي حال من الأحوال.
وفي اليوم السابق، 21 أكتوبر 2024، ترأس رئيس المجلس العسكري، الجنرال أسيمي غويتا، حفل تسليم الأوسمة للضباط الجدد الذين تم ترقيتهم إلى رتبة جنرالات. الحفل حضره عدد من الشخصيات الرسمية، بما في ذلك رئيس الوزراء ورئيس المجلس الوطني الانتقالي، إلى جانب دبلوماسيين وزعماء دينيين وتقليديين.
أثناء الحفل، تلقى غويتا بنفسه رتبة جنرال بصفة استثنائية، رغم أن العديد يعتبرونه غير مستحق لذلك. كما قلد الضباط الآخرين أوسمة الرتب الجديدة، حيث تمت ترقية مجموعة من الشخصيات العسكرية مثل مالك دياو، ساديو كامارا، إسماعيل واغي، وموديبّو كونّي إلى رتبة جنرالات في فيلق الجيش. وقد تمت أيضاً ترقية عبد الله مايغا إلى رتبة جنرال في فرقة الجيش.
من الواضح أن هذه الترقيات تعكس استمرارية الديكتاتورية العسكرية التي سيطرت على مالي منذ الانقلاب الثاني الذي قاده غويتا في 2021، بعد استيلائه على السلطة في 2020. وتُعتبر هذه الترقيات دليلاً على زيف الترقية في الجيش المالي الذي لم يحقق أي تقدم حقيقي منذ تلك الانقلابات، إلا بفضل الدعم المقدم من مجموعة فاغنر الروسية.
منذ استيلاء غويتا على السلطة، تراجع الجيش المالي في مواجهة الجماعات الإرهابية التي استفادت من الوضع، حيث نفذت هجوماً داخل العاصمة باماكو قبيل عيد الاستقلال المالي. ولم تفلح القوات المالية ومرتزقة فاغنر في استعادة مدينة تين ظواتين رغم عدة محاولات. هذا الواقع يُظهر ضعف الجيش المالي وافتقاره إلى القدرة على مواجهة التحديات، سواء من الإرهابيين أو من القوات الأزوادية.
ختاماً، يعكس منح هذه الترقيات فشل النظام العسكري في تحقيق الأمن أو التقدم، ويؤكد أن نجاحات الجيش المزعومة ليست إلا بفضل الدعم الخارجي من المرتزقة الروس. هذا الوضع يستدعي مراجعة جادة لمسار المرحلة الانتقالية ودور الجيش في مستقبل البلاد.
ما شاء الله بارك الله فيكم لقد قمتم بعمل رائع حقا
أرجو لكم التوفيق والنجاح والاستمرار .