الجزائر تُرحّل آلاف اللاجئين الأزواديين نحو تينزواتن في ظروف قاسية.
اتخذت الجزائر مؤخرًا قرارًا صارمًا بترحيل عشرات الآلاف من اللاجئين الأزواديين الذين استقروا على طول الحدود بين البلدين. هؤلاء اللاجئون، وهم في غالبيتهم عائلات فرت من العنف والمجازر التي ارتكبها تنظيم داعش في منطقة ميناكا عام 2022، إضافة إلى الجرائم الأخيرة التي ارتكبتها القوات المالية والمرتزقة التابعون لشركة فاغنر، يجدون أنفسهم اليوم دون موارد أو وسائل للبقاء.
هذا الصباح، اضطر آلاف منهم إلى مغادرة ملاجئهم المؤقتة على الأراضي الجزائرية والتوجه سيرًا على الأقدام نحو مدينة تينزواتن الواقعة على الجانب الأزوادي من الحدود. هذا الترحيل جاء بعد إنذار وجهته السلطات المحلية الجزائرية في اليوم السابق، حيث هددت بإحراق كل ما تجده في المنطقة الحدودية التي يشغلها اللاجئون. ووفقًا لشهود عيان، فإن الوضع مأساوي للغاية؛ إذ يسير هؤلاء الأشخاص، وبينهم الكثير من الفئات الضعيفة، تحت شمس حارقة ودون ماء أو طعام كافٍ.
خلفية أزمة اللاجئين الأزواديين
منذ بداية الصراع في منطقة أزواد، نزح الآلاف من المدنيين بحثًا عن ملاذ آمن في المناطق الحدودية مع الجزائر. هؤلاء السكان يهربون من العنف الذي يمارسه التنظيم الإرهابي “داعش” وكذلك من القوات المالية ومرتزقة فاغنر، حيث تميزت العمليات العسكرية بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
في عام 2022، شهدت الحدود الجزائرية موجة كبيرة من اللاجئين بعد سلسلة من الهجمات الدموية في منطقة ميناكا. مؤخرًا، تجددت موجات العنف مع اندلاع مواجهات بين القوات المالية المدعومة بمرتزقة فاغنر والمجموعات المسلحة الأزوادية. ويجد المدنيون أنفسهم، كالعادة، ضحايا هذه المواجهات، مما دفعهم إلى الفرار مجددًا نحو الحدود الجزائرية.
استجابة جزائرية صارمة
في مواجهة هذه الأزمة، كان رد الجزائر حازمًا ودون تسامح. فقد أصدرت السلطات الجزائرية أوامر صارمة للسلطات المحلية بإخلاء مخيمات اللاجئين على طول الحدود. ووفقًا لعدة مصادر، فإن القوات الجزائرية هددت بإحراق الممتلكات والملاجئ التي تُركت في مكانها، دون أن تراعي الوضع الإنساني الكارثي الذي تعاني منه هذه العائلات.
صمت المجتمع الدولي
على الرغم من خطورة الوضع، يبدو أن المجتمع الدولي يتجاهل هذه الأزمة الإنسانية. لم يتم تقديم أي دعم ملموس لهؤلاء اللاجئين، ولا تزال مناشدات المنظمات الإنسانية المحلية دون استجابة. أما السلطات المالية، التي تستمر في إنكار مسؤوليتها عن العنف الذي دفع هؤلاء السكان إلى الفرار، فإن صمتها يزيد من تفاقم المأساة.
الخاتمة
إن مصير اللاجئين الأزواديين الذين رُحّلوا من الجزائر يثير تساؤلات جدية حول كيفية التعامل مع الأزمات الإنسانية في منطقة الساحل. ففي الوقت الذي يجد فيه الآلاف من الأشخاص أنفسهم مهملين في الصحراء دون حماية أو مساعدة، يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية إيجاد حلول عاجلة للتخفيف من هذه المأساة.