فشل جديد في العمليات العسكرية في مالي: قافلة الإنقلابيين تواجه المخاطر والخسائر
في 16 أكتوبر 2024، انطلقت قافلة من مدينة كيدال في شمال مالي، يقودها جنود من الإنقلابيين بالتعاون مع المرتزقة الروس، في محاولة جديدة للبحث عن الجماعات المسلحة الإرهابية. لكن هذه المحاولة، كسابقاتها، واجهت مصيرًا مأساويًا، حيث لم تتمكن القافلة من تحقيق أهدافها، بل عادت أدراجها بعد فترة قصيرة من مغادرتها.
تفاصيل الرحلة الفاشلة
بعد انطلاقها من كيدال، لم تسر القافلة بعيدًا، حيث تراجعت مرة أخرى، وهو ما يعكس عدم جدوى العمليات العسكرية التي ينفذها الإنقلابيون. وفي مشهد يعكس حالة من الفوضى، قررت القافلة التوقف في منطقة إنفادجيدين، الواقعة على بُعد 30 كيلومترًا من كيدال، حيث قضت ليلتها هناك. وفي صباح اليوم التالي، 17 أكتوبر، استأنفت الوحدة المسيرة مسيرتها غير الواضحة، حيث اتجهت نحو وادي إيميسرينخدان، لكن الأمور لم تسير كما كان مخططًا.
الأضرار والخسائر
خلال هذه الرحلة، تعرضت القافلة لعدد من الحوادث المؤلمة، حيث انفجر أحد المركبات على لغم أرضي، مما أسفر عن مقتل جميع ركابه. هذا الحادث يعكس المخاطر الجمة التي تواجهها القوات المالية، والتي باتت تتكبد خسائر فادحة ليس فقط في المواجهات المباشرة مع الجماعات المسلحة، بل أيضًا نتيجة لعمليات عسكرية غير مدروسة.
انتقادات للقيادة العسكرية
تستمر الإنقلابيون في تنظيم مهام عسكرية تعتبرها غير مجدية وغير فعالة، بل قد تؤدي إلى تدهور الوضع الأمني وزيادة عدد الضحايا. التوجه العسكري الحالي لا يؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة، بل يزداد الوضع سوءًا. ففي الوقت الذي كان يُفترض أن تُستخدم القوات في مواجهة التهديدات الإرهابية، نجد أن الجنود، بما في ذلك المرتزقة الروس، يتعرضون لخطر الموت في عمليات مشبوهة في الصحراء أو عبر طرق وعرة.
وما يزيد من حالة الإحباط، هو أن الجنرالات الذين أعلنوا أنفسهم قادة لم يعدوا قادرين على تقديم أي حل للأزمة، بل على العكس، يبدو أنهم يرسلون قواتهم إلى مصير مجهول. إن الفشل في القيادة العسكرية والتحليل الاستراتيجي يطرح تساؤلات حول مسؤولية هؤلاء القادة تجاه وطنهم.
في ظل الظروف الراهنة، يبرز السؤال: هل يمكن الاعتماد على هؤلاء القادة لتأمين مالي؟ الإجابة تتضح من خلال الأحداث المتكررة التي تظهر أن الجهل والتخبط في القرارات العسكرية يمكن أن يكونا أكثر فتكًا من أسلحة العدو. ويبدو أن مساعي الإنقلابيين لتحسين الوضع الأمني قد أسفرت عن نتائج عكسية، مما يتطلب إعادة تقييم جذرية لاستراتيجياتهم وأهدافهم.
أخيرًا، إن الوضع في مالي يعكس مأساة حقيقية تحتاج إلى تصحيح جذري في الخطط والتوجهات العسكرية، لضمان الأمن والاستقرار للبلاد وشعبها.