قصف المدنيين في مالي: جريمة حرب تحت غطاء العمليات العسكرية والتطهير العرقي
في تطور جديد وخطير يعكس حجم المأساة التي يعيشها المدنيون في شمال مالي، قامت قوات الجيش المالي، المدعومة بالمرتزقة الروس من مجموعة فاغنر، باستخدام الطائرات المسيرة لشن غارة جوية استهدفت سيارات مدنية في قرية “دونا”، الواقعة بالقرب من الحدود مع بوركينا فاسو.
تفاصيل الهجوم
أكدت التقارير الواردة أن الطائرة المسيرة التي تتبع للسلطات العسكرية في مالي قامت بقصف سيارتين مدنيتين في قرية دونا، الواقعة على بعد حوالي 17 كيلومترًا من الحدود البوركينية وحوالي 100 كيلومتر جنوب مدينة هومبري. وقد أسفرت الغارة عن مقتل “الحسن ولد محمد أحمد”، وهو تاجر معروف من قبيلة “أولاد إييش”، إضافة إلى إصابة عدد من المدنيين الآخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
استمرار القصف العشوائي والتطهير العرقي
الهجوم الأخير على قرية دونا ليس حادثة معزولة، بل هو جزء من سلسلة عمليات قصف عشوائي وعمليات تطهير عرقي تنفذها الحكومة المالية بقيادة العقيد عاصمي غويتا، بمساعدة مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية. هذه العمليات تستهدف بشكل رئيسي المدنيين في مناطق الشمال التي تسكنها قبائل الطوارق والعرب، حيث تسعى السلطات المالية إلى فرض سيطرتها على تلك المناطق بالقوة العسكرية وبث الرعب في نفوس سكانها.
إدانة الفعل الشنيع
إن استهداف المدنيين الأبرياء في قرية دونا يعد جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان. استخدام الطائرات المسيرة في قصف سيارات مدنية هو فعل شنيع يتعارض مع كل المبادئ الإنسانية والأخلاقية. هذه العمليات التي تقتل الأبرياء وتدمر ممتلكاتهم تعكس النوايا الحقيقية للحكومة المالية وحلفائها في مواصلة حملات التطهير العرقي ضد المكونات التي لا تدين بالولاء للنظام العسكري الحاكم.
الوضع الإنساني المتدهور
تأتي هذه التطورات في وقت يعاني فيه سكان مناطق شمال مالي من تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية، حيث تنتشر أعمال العنف والانتهاكات ضد حقوق الإنسان بشكل متزايد. كما يعاني السكان من نقص حاد في المواد الأساسية والخدمات الصحية، مما يزيد من معاناتهم اليومية.
لا يمكن للمجتمع الدولي أن يغض الطرف عن هذه الجرائم البشعة التي ترتكب بحق المدنيين العزل في شمال مالي. إن استمرار هذه العمليات الوحشية من قبل الجيش المالي ومرتزقة فاغنر يضع مسؤولية كبيرة على المجتمع الدولي لإدانة هذه الأفعال واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين.
“حسبنا الله ونعم الوكيل” هو التعبير الأمثل عن حال السكان الذين يعانون من هذه الهجمات العشوائية. يجب على العالم أن يتحد لوقف هذه الأعمال الوحشية ووضع حد للمأساة الإنسانية المستمرة في مالي.