صوت الحق
أخبار عامة

النصرة : إمارة تومبكتو تنعى قائدها المقتول في بير ..وتخطئ في آية قرآنية .

صدر بيان تعزية عن “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” في إمارة منطقة تمبكتو، بعد مقتل قائدها “جليبيب الأنصاري”. جاء في البيان تعبير عن الفخر بموته في سبيل الله، ودعوة الشباب والمجتمع إلى الانخراط في الجهاد ضد ما اعتبروه عدوانًا روسيًا وحكومةً كافرة ومستبدة. لكن هذا البيان احتوى على خطأ فادح في الاقتباس من القرآن الكريم، وهو ما يثير التساؤل حول دقة وفهم الجماعة للنصوص الدينية التي يعتبرونها مرجعيتهم الأولى.

النصرة : إمارة تومبكتو تنعى قائدها المقتول في بير ..وتخطئ في آية قرآنية .

الخطأ في الاقتباس القرآني

في بيان التعزية، اقتبست الجماعة الآيتين 169 و170 من سورة آل عمران. إلا أن الخطأ وقع في صياغة العبارة:

«يَسْتَبْشِرُونَ بِالذينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ “خَلْفِهِ».
والصواب: «خلفهم» وليس “خلفه”.

هذا الخطأ ليس بسيطًا، فهو يتعلق بتغيير جوهري في حرف يعود على كلمة “الذين” ويحدد الجهة التي لم يلحقوا بها. وهو ليس مجرد خطأ إملائي، بل يُظهر نوعًا من عدم الدقة في التعامل مع النص القرآني، ما يثير الشكوك حول قدرة هذه الجماعة على الالتزام بتعاليم الإسلام الصحيحة.

أهمية الدقة في النصوص الشرعية

القرآن الكريم هو كتاب الله الذي نزل بلسان عربي مبين، ولذلك فإن أي تحريف أو خطأ في نقله يعتبر تعديًا على قدسيته. الأمر لا يتوقف فقط على الجانب اللغوي، بل يمتد إلى مفاهيم دينية أساسية. الجماعات التي تدعي الجهاد في سبيل الله، مثل “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، ينبغي عليها أن تكون أكثر حرصًا في نقل النصوص، لأن مثل هذه الأخطاء تقلل من مصداقيتها وتضعف حجتها أمام العالم الإسلامي.

تداعيات هذا الخطأ

عندما تخطئ جماعة تزعم الجهاد في آية قرآنية، فإن هذا يعكس قلة احترام للنصوص المقدسة التي يستخدمونها كمرجعية لخطابهم وعملياتهم. هذا الخطأ يفتح المجال للنقد حول فهمهم العميق للدين الذي يزعمون أنهم يدافعون عنه، ويطرح أسئلة عن مدى استيعابهم لمبادئ الإسلام وأحكامه.

علاوة على ذلك، فإن مثل هذه الأخطاء قد تُستغل من قبل أعدائهم لإثبات تراجع مصداقية التنظيمات المتطرفة. من السهل على الباحثين والمفكرين الدينيين انتقاد هذه الجماعات بناءً على أخطائها في النصوص الدينية، مما يقوّض الدعوات الجهادية التي تنطلق من تلك الجماعات.

نص البيان

جماعة نصرة الإسلام والمسلمين

ديوان رقم : ٣ / ٤٦

ولاية تمبكتو |بيان تعزية

الحمد لله القائل : { ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالدِّينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا

هُمْ يَحْزَنُونَ (۱۷۰) ) سورة آل عمران.

والصلاة والسلام على سيد المرسلين وقدوة الصالحين وإمام المجاهدين القائل : « ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء، إلا الشهيد، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا، فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة ».

أما بعد، فإننا في إمارة منطقة (تمبكتو)، وبكل آيات ومعاني الصبر والثقة والفخر والإعتزاز، نزف إلى إخواننا المجاهدين وأمتنا المسلمة نبأ استشهاد فارس من فرسان الإسلام الميامين، وبطل من أبطال الجهاد الطاهرين، الأخ القائد « جليبيب الأنصاري » ( العزة ولد يحي ( من قبيلة أولاد إعيش الأبية، الذي ارتقى إلى ربه شهيدا – كما نحسبه – هو وثلة من إخوانه الأنقياء الأطهار، أثناء هجومهم على معقل الظلم والكفر في (بير) منذ أيام قلائل، حيث مضى مقاتلا في الصفوف الأولى وقد عصب على رأسه عصابة الموت، مقبلا على لقاء الله، مديرا عن الحياة الدنيا وزينتها، صابرا على مراغمة العدى في ساحات الوغى حتى لقي ربه صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا.

وإننا إذ نعزي أنفسنا أولا، وجميع قبيلة « أولاد إعيش » العريقة المجاهدة المناضلة، وكافة ذوي
وأحباب الشهيد « جليبيب الأنصاري»؛ لنستذكر مناقبه الجليلة وسجله الحافل بالتضحيات والبذل
بالنفس والمال، ومعاناته في سجون الأعداء في ظل ظروف قاسية، وغير ذلك من التضحيات في سبيل الله ؛ كما كان قدوة لإخوانه في حسن معاملاته ودماثة أخلاقه، ونموذجا قياديا بارزا بين أقرانه، متمسكا بدينه وثابتا على مبادئه رغم بطش العدو وصعوبة الطريق ؛ نسأل الله له الرحمة والقبول، ولأهله حسن الصبر وجميل السلوان، وأن يجعل إبنهم شفيعا لهم، ويجعل جهاده وشهادته
في ميزان حسناتهم.

وفي هذا السياق، ووفاء لدماء شهدائنا الطاهرة، ودعما لخيار الجهاد والإستشهاد؛ فإننا نهيب بشباب ورجال وشيوخ قبائلنا الأبية في كامل ربوع منطقة (تمبكتو) بمختلف أعراقهم وألوانهم ولغاتهم، للإنخراط في صفوف الجهاد والمجاهدين، والوقوف صفا واحدا في ضد هذا العسكر الصائل على دماء وأعراض وأموال المسلمين، وعدم الرضوخ لكل محاولات المنافقين والمثبطين للنيل من عزيمتهم عبر ممارسة جميع أساليب الترغيب والترهيب وندعوهم لدعم المجاهدين – بكافة آليات وأشكال النصر والمؤازرة – في صدهم لعادية الميليشيات الروسية – حلفاء حكومة الظلم
والكفر والإستبداد – ، وطردهم أذلة صاغرين من أراضي المسلمين بإذن الله تعالى.

وفي الختام، فإننا – بإذن الله – على عهد ربنا ماضون، ولدماء شهدائنا الأبرار ثائرون، وعلى جهادنا ثابتون، حتى ندحر العدوان، ونستعيد كافة حقوق شعبنا المسلوبة، ونحيى في ظل شريعة العدل والأمن الإسلامية الغراء بحول الله وقوته.

وصل اللهم على نبينا محمد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

التاريخ : 6 / ربيع الآخر / 1446 هـ

الموافق لـ : 9 / أكتوبر / 2024 م

صور البيان

إن الخطأ الذي وقعت فيه “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” في اقتباس آية قرآنية يعكس قلة دقة في التعامل مع النصوص الدينية. هذه الأخطاء تثير تساؤلات حول مدى عمق فهم الجماعة للإسلام ومبادئه، وتضعف من شرعية دعوتها. الجماعات التي تزعم الجهاد في سبيل الله عليها أن تكون أكثر حرصًا على التعامل مع القرآن الكريم بكل دقة، لأن أي انحراف عن النصوص الصحيحة قد يؤثر على مصداقيتها في أعين المسلمين.

Slide Up
x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!