تين ظواتين : عودة القوات المالية – الروسية إلى كيدال : من “عملية الثأر” إلى الفشل والهروب.
بعد تسعة أيام من السير نحو منطقة تين ظواتين، عادت القوات المسلحة المالية إلى كيدال، في عملية أطلق عليها الماليون اسم “الثأر”. هذه العملية جاءت بعد الهزيمة الكبيرة التي تكبدها الجيش المالي ومرتزقة فاغنر في معركة تينزاواتين التي وقعت بين 25 و27 يوليو 2024، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 140 جنديًا ومرتزقًا.
كانت القوات المالية، برفقة مرتزقة فاغنر، والقوة الإفريقية، ووحدات من حركة غاتيا (جناح غامو)، قد توجهت إلى منطقة تين تغغيت، المكان الذي شهد المعركة الدامية في يوليو الماضي. كانت مهمتهم الرئيسية استعادة جثث رفاقهم الذين سقطوا في تلك المعركة. لكنهم فوجئوا بعدم وجود أي جثث في الموقع، حيث يبدو أن الحركات الأزوادية، التي خاضت المعركة، قد نقلت الجثث إلى مكان آمن بعد انتهاء الاشتباكات.
بدلاً من تحقيق هدفها المعلن، وجدت القافلة المالية نفسها أمام تحديات كبيرة، أهمها التحضير لهجوم مضاد محتمل من قبل القوات الأزوادية التي كانت في حالة استعداد تام. في ظل هذه الظروف، قررت القوات المالية ومرتزقة فاغنر الانسحاب والعودة إلى كيدال، في خطوة اعتبرت من قبل الكثيرين “هروباً” من مواجهة جديدة.
من “الثأر” إلى الفشل: تحول العملية
رغم تسميتها “عملية الثأر”، إلا أن العملية تحولت إلى ما يمكن وصفه بـ”عملية الفشل والهروب”. القوات المالية، التي كانت تأمل في استعادة الجثث، وجدت نفسها في موقف دفاعي، غير قادرة على استعادة كرامتها العسكرية، وتحت تهديد مستمر من القوات الأزوادية.
على الرغم من إعلان الجيش المالي ومرتزقة فاغنر عن نجاحهم في استعادة الجثث، إلا أن هذه التصريحات تبدو بعيدة عن الحقيقة. وفقًا للمصادر الميدانية، فإن الجثث قد نقلت إلى مكان آمن من قبل الحركات الأزوادية، ولم تتمكن القوات المالية من الوصول إليها.
مخاوف من تصعيد أكبر
تزامنت هذه التطورات مع تقارير عن حشود للقوات الأزوادية من مختلف المناطق، وهو ما جعل الجيش المالي ومرتزقة فاغنر يفضلون العودة إلى كيدال دون تحقيق هدفهم. هذه التحركات قد تكون مؤشراً على تصعيد أكبر في المنطقة، خاصة مع تزايد التوترات بين القوات المالية والحركات الأزوادية.
في النهاية، يبدو أن العملية التي أمل الجيش المالي في أن تكون انتقامية قد انتهت إلى هزيمة جديدة. الهروب السريع للقوات يعكس ضعف الاستراتيجية المتبعة وعدم قدرة الحكومة المالية على فرض سيطرتها في مناطق الشمال التي تظل خارجة عن السيطرة المركزية منذ سنوات.