الجيش المالي في مأزق عسكري مستمر ويقضي ثلاثة أيام في إنكورتي دون تقدم .
يواصل الجيش المالي الإرهابي الليلة الثالثة على التوالي تواجده في منطقة إكورتي القريبة من تين أسكو، حيث وصل إليها في الأول من أكتوبر 2024. وقد أدى سوء اختيار المرشدين المحليين إلى وقوع الجيش في مأزق الصحراء والرمال المتحركة إلى تخليه عن العديد من المركبات والمضادات الجوية بين الطريق المؤدي إلى تين أسكو وإنكورتي.
أزمة القافلة المتوقفة: الفشل في استعادة جثث المرتزقة الروس
لا تزال قضية القافلة المكلفة باستعادة جثث المرتزقة الروس الذين قتلوا في معارك تنزاواتين عالقة دون حل، حيث لم يتمكن الجيش المالي من تحقيق هدفه حتى الآن. تلك القافلة، التي كان من المفترض أن تعيد الهيبة لجيش يحاول أن يثبت نفسه كقوة لا تقهر، تعاني من صعوبات ميدانية أدت إلى توقفها في منطقة إماكاروت. ففي ليلة الخميس 4 أكتوبر 2024، كانت القافلة لا تزال تبحث عن طريقة لمواصلة مسيرتها دون جدوى.
الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية والمعلومات التي وفرتها الطائرات بدون طيار كشفت أن ميزان القوة على الأرض لم يكن في صالح الجيش المالي ومرتزقته الروس. التقديرات الأولية كانت خاطئة، حيث قلل قادة الجيش من قدرات العدو المتمركز بقوة في المنطقة، والذي بإمكانه أن يقضي على القافلة ويُفني عناصرها في أي لحظة.
توترات داخلية وخلافات بين المرتزقة الروس والجيش المالي
أفادت التقارير بأن طائرة هليكوبتر هبطت في معسكر الجيش ليلة الأربعاء 2 أكتوبر 2024، مما يشير إلى احتمالية وجود عملية إمداد و إجلاء بعض الجنود الماليين الواقعين في خلافات حادة مع فاغنر . ومع مرور الوقت، أصبحت المهمة أكثر صعوبة، حيث برزت خلافات داخلية بين مكونات القافلة المختلفة. فالمرتزقة الروس يظهرون ازدراءً علنيًا للجيش المالي، في حين يعبر الجنود الماليون عن استيائهم من المعاملة السيئة والمهينة التي يتلقونها من حلفائهم المتغطرسين.
تجنيد مجموعات من الطوارق قسرًا تحت قيادة الجنرال غامو وموسى آغ أشوراتومان زاد من تعقيد الموقف. إذ يظل ولاء هؤلاء المقاتلين غير مؤكد، خاصة وأن بعضهم لديه علاقات قوية مع العدو، ما يجعلهم مترددين بين العاطفة والواجب العسكري.
إلى جانب الخلافات الداخلية، هناك مشكلات لوجستية أخرى تزداد وضوحًا مع مرور الوقت. فأول نقطة إمداد متاحة تقع في مدينة كيدال على بعد 200 كيلومتر، مما يجعل من الصعب تأمين الإمدادات اللازمة من الوقود والذخائر والطعام والمياه للجنود.
المعنويات بدأت في الانخفاض بشكل ملحوظ بسبب سوء التقديرات الاستراتيجية للقيادة العسكرية التي زجت بجنودها في مغامرة محفوفة بالمخاطر دون خطة واضحة.
أزواد يعزز قواته: تعزيزات جديدة لـCSP-DPA في تنزاواتين
على الجانب الآخر، تستمر تنزاواتين في استقبال تعزيزات لصالح “الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن شعب أزواد” (CSP-DPA)، الذي تمكن من تحقيق نصر كبير ضد الجيش المالي وحلفائه في معركة تاريخية. وقد انضمت إلى المدينة عناصر ازوادية قادمة من منطقة تمبكتو ومجموعات طوارقية من ليبيا، مما زاد من تعقيد الوضع وجعل الجيش المالي ومرتزقة فاغنر في موقف حرج للغاية.
موقف الجزائر والتحذيرات العسكرية
أفادت تقارير باللغة البامبارية عبر منصة تيك توك من قبل عبدول نياغ، أحد المقربين من المجلس العسكري، أن الجزائر أوضحت أنها ستسقط أي طائرة بدون طيار تقترب من حدودها بمسافة 50 كيلومترًا. وهذا يزيد من التعقيدات، حيث أن تنزاواتين تقع على بعد 9 كيلومترات فقط من الحدود الجزائرية.
في ظل هذه التحديات الميدانية والتوترات الداخلية والخارجية، يبقى الجيش المالي في مواجهة مأزق عسير، حيث تتزايد الخسائر والمعاناة.