بعد رفضهم لقتال الأزواديين.. النصرة تنفذ هجوما ضد مليشيات دانماساجو يسفر عن عدد من القتلى .
في تطور أمني جديد يعكس تعقيدات المشهد في منطقة باندياغارا، شهدت منطقة كارجوي في إقليم غونداكا بولاية بادنياجرا هجومًا دمويًا يوم الأحد 29 سبتمبر 2024. حيث قامت عناصر من تنظيم “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” (JNIM) بشن هجوم معقد أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 7 من أفراد ميليشيات “دان نا أمباساغو”، وهي إحدى المليشيات المحلية التي تعمل في المنطقة.
يأتي هذا الهجوم بعد ساعات قليلة من دعوة رئيس “دان نا أمباساغو”، يوسف تولوبا، الحكومة المالية إلى بدء عملية مصالحة مع “الإطار الاستراتيجي للدفاع عن الشعب الأزوادي” (CSP-DPA). هذه الدعوة التي تعكس رغبة بعض الأطراف في تحقيق السلام بين مالي والأطراف الأزوادية، جاءت في وقتٍ حساس حيث تعاني المنطقة من تصاعد الهجمات الإرهابية وتدهور الأوضاع الأمنية.
ويبدو أن هجوم “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” ليس مجرد رد على نشاطات المليشيات المحلية، بل هو أيضًا رسالة واضحة تؤكد فيها الجماعة الإرهابية رفضها لأي تقارب أو مصالحة مع الأطراف الأزوادية. فمنذ تأسيسها، حاولت “نصرة الإسلام والمسلمين” تشويه سمعة أزواد ومقاومته أمام المجتمع الدولي، مدعية أن أي تحرك أزوادي يمثل تهديدًا لإستقرار المنطقة.
الهجوم على “دان نا أمباساغو” يمثل أيضًا تذكيرًا للرأي العام بأن “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” ليست، كما يروج الإعلام الرسمي في بماكو، انها متحالفة مع الحركات الأزوادية. بل بالعكس، فهي تعمل منذ سنوات على تفكيك الصفوف الأزوادية وتعميق الخلافات، مستهدفة الأطراف المحلية التي تسعى إلى بناء استقرار مستدام.
ختامًا، يعكس هذا الهجوم استمرار التحديات الأمنية في مالي وتعقيداتها، حيث تتداخل المصالح المحلية مع تهديدات الجماعات الإرهابية. ومن الواضح أن “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” ستواصل استهداف كل من يقف ضد طموحاتها المتطرفة، سواء كانوا من الأطراف الأزوادية أو المليشيات المحلية.