صوت الحق
أخبار أزواد

كيدال: باماكو ترسل مرتزقة فاغنر، الفيلق الإفريقي، والمليشيات المحلية لحفر قبورهم في تنزاواتن.



تشهد منطقة تنزاواتن في شمال مالي تصعيدًا عسكريًا جديدًا مع اشتداد التوترات بين القوى المتورطة في الصراع. بينما تسعى الطغمة الحاكمة في باماكو، بقيادة العقيد أسيمي غويتا، إلى استعادة السيطرة على المناطق الشمالية، تتخذ التطورات الأخيرة بُعدًا خطيرًا مع دخول لاعبين مؤثرين مثل مجموعة فاغنر الروسية وأفريكان كور في مسرح الأحداث.

فاغنر بين الانتقام والحفاظ على السمعة

منذ وصول مجموعة فاغنر إلى مالي، أصبحت هذه المجموعة رمزًا للعنف الموجه لخدمة الأنظمة العسكرية في إفريقيا. ومع ذلك، بعد تكبدها خسائر فادحة في المعارك الأخيرة أمام قوات الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي (CSP-DPA)، يبدو أن فاغنر تسعى إلى “غسل العار” الذي لطخ سمعتها. فقد أدى فشلها في المعارك إلى تراجع مكانتها كقوة لا تُهزم، ما جعلها على المحك ليس فقط أمام الطغمة في مالي، بل أمام جميع الأنظمة التي تعتمد عليها للحفاظ على استقرارها بالقوة.

الفيلق الإفريقي: بين الطموح والانتحار

من ناحية أخرى، كان “الفيلق الإفريقي” تستعد لتحقيق “معمودية النار” عبر إثبات نفسها في ميدان المعركة، وهو ما اعتبرته فرصة سانحة لتأكيد قوتها العسكرية في مواجهة قوات الأزواديين. غير أن هذه الخطط الطموحة سرعان ما اصطدمت بواقع مرير؛ إذ أدركت القيادة العسكرية للمجموعة أن المهمة التي فشلت فيها فاغنر قد تكون انتحارية.

الطغمة الباماكوية: الرهان على التحالفات الخطيرة

أمام هذا الواقع، وجدت الطغمة في باماكو نفسها في موقف حرج، حيث تخشى فقدان الدعم العسكري من فاغنر و الفيلق الإفريقي. وفي خطوة قد تعكس حالة اليأس، اقترحت الطغمة على القوتين تنفيذ عملية مشتركة ضد قوات CSP-DPA، في محاولة لإنقاذ ماء الوجه وإيجاد “رمز” تستخدمه لإعلان ترشح غويتا لانتخابات رئاسية مبكرة.

التحرك نحو تنزاواتن: تصعيد عسكري غير مسبوق

في هذا السياق، انطلقت مساء أمس قافلة عسكرية ضخمة باتجاه تنزاواتن، تتألف بنسبة 80٪ من المدرعات وترافقها طائرتا درون. هذه التحركات العسكرية تشير إلى أن الصراع في المنطقة يتخذ طابعًا أكثر عنفًا وخطورة. ومع ذلك، يظل الأزواديون، أبناء الرمال والحجارة، في موقف المتفرج الواثق؛ إذ يعلمون أن الرموز والرسائل السياسية التي تحاول الطغمة إنتاجها لن تضمن استمرارية السيطرة على الأرض.

الاستمرارية في خطر

في نهاية المطاف، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى قدرة التحالف الخماسي (الطغمة، فاغنر، الفيلق الإفريقي ؛ غاتيا ، إميسا ) على تحقيق أهدافه في مواجهة قوات الأزواديين. فمع استمرار الصراع في التصاعد، يبدو أن الرهان على القوة العسكرية وحدها لن يكون كافيًا لضمان السيطرة الدائمة على المناطق الشمالية من مالي، حيث يظل الشعب الأزوادي ملتزمًا بموقفه في السعي لنيل حقوقه السياسية والاقتصادية بعيدًا عن الهيمنة العسكرية.


Slide Up
x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!