تشهد منطقة الساحل الإفريقي تصاعدًا في التوترات العسكرية في ظل التحركات المستمرة للجيش الأزوادي، الذي يسعى للدفاع عن مواقعه الاستراتيجية في مواجهة التحديات التي تفرضها الأطراف الأخرى، بما في ذلك الجيش المالي وحلفائه مثل قوات جاتيا وإيميسا ومرتزقة “فاغنر” المدعومة من روسيا.
تتركز التحركات العسكرية على منطقة تينتزاواتين، وهي منطقة ذات أهمية جغرافية كبيرة تقع على الحدود بين مالي والنيجر والجزائر، وتربط بين طرق إمداد متعددة، مما يجعلها هدفًا استراتيجيًا في الصراع الدائر.
التفاصيل العسكرية للخطة
تم تقسيم المهام العسكرية بين الأطراف إلى عدة أرتال بهدف تحقيق السيطرة على هذه المنطقة الحيوية:
- الرتل الأول:
يقوم الرتل الأول بالتقدم عبر الطريق الرملي الشرقي من تين أسكو، وهو مسار يسمح بتجنب التضاريس الوعرة وتوفير إمكانية مراقبة الأعداء. هذا الطريق يُعتبر مفيدًا من الناحية العسكرية، حيث يسهل توفير تغطية جوية فعالة من خلال الطائرات المسيرة، مما يعزز قدرة الرتل على مراقبة الأهداف والتصدي لأي تحرك معادٍ.
- الرتل الثاني:
تمركز في تيساليت، ويهدف إلى مواجهة أي هجوم محتمل من الجيش الأزوادي إذا حاول إيقاف الرتل الأول أثناء تقدمه. هذا التحرك يوضح مدى استعداد الأطراف المتحاربة لاستخدام جميع الوسائل لحسم المعركة ومنع أي اختراق.
- الرتل الثالث:
لم يغادر بعد كيدال، ولكن يُتوقع أن يتمركز في تين أسكو بمجرد اقتراب الرتل الأول من تينتزاواتين. الهدف من هذا التمركز هو تأمين طريق الإمداد اللوجستي ودعم العمليات العسكرية في المنطقة.
أهمية السيطرة على تينتزاواتين
تعد منطقة تينتزاواتين ذات أهمية قصوى، حيث تقع على مفترق طرق مهم يربط بين دول الساحل. السيطرة عليها تمنح الجيش الأزوادي ميزة استراتيجية في تعزيز مطالبهم بحكم ذاتي في شمال البلاد. كما أن السيطرة على هذه المنطقة ستعزز قوة الجيش الأزوادي في التصدي لأي محاولات للتوغل من قبل الأطراف الأخرى.
التحديات المستقبلية
رغم الجهود العسكرية الكبيرة، فإن السيطرة على تينتزاواتين ليست بالأمر السهل. فهناك مقاومة قوية من الأطراف المتنازعة، ولا سيما من الجيش الأزوادي الذي يتمتع بمعرفة كبيرة بالتضاريس الصحراوية. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعقيدات النزاع قد تؤدي إلى استمرار الصراع لوقت طويل، مما يصعب من إمكانية فرض أي سيطرة كاملة على المنطقة.
يبقى النزاع حول تينتزاواتين نقطة محورية في الصراع على شمال مالي، حيث يسعى الجيش الأزوادي إلى تعزيز وجوده والدفاع عن مواقعه.
