صوت الحق
أخبار أزواد

الأزمة الصحية والإنسانية في أزواد: معاناة مضاعفة بين الأوبئة والغارات الجوية


كيدال – الاثنين 30 سبتمبر 2024 صوت الحق :
يمر شعب أزواد بمرحلة عصيبة من تاريخه الحديث، حيث يواصل مرضا الملاريا والدفتيريا حصد أرواح السكان في المناطق الحدودية مع الجزائر. تعاني هذه المناطق من غياب تام للبنية التحتية الطبية، الأمر الذي فاقم من حجم الأزمة الإنسانية وجعل المدنيين عرضة لأمراض قاتلة دون أي دعم إنساني و قد أدى هذا المرض الفتاك لأكثر من 200 حالة وفاة في مختلف المناطق الحدودية مع الجزائر.



في 25 أغسطس 2024، تعرض مستوصف  في مدينة تين زواتين الحدودية مع الجزائر لقصف جوي نفذته القوات المالية. أسفر الهجوم عن مقتل حوالي 30 مدنيًا، من بينهم مدير المستوصف، مما أدى إلى تعطيل كامل للرعاية الصحية في المنطقة. كان المستوصف يخدم مئات من المرضى المصابين بالملاريا والدفتيريا، ومع تدميره، أصبح المدنيون بلا مأوى صحي. هؤلاء المرضى باتوا الآن يعانون من نقص حاد في الأدوية والعلاج، ما أدى إلى وفاة مئات الأشخاص بسبب تفشي الأمراض.

تتضاعف معاناة المدنيين في أزواد ليس فقط بسبب الأوبئة، ولكن أيضًا بسبب المجازر التي يرتكبها الجيش المالي بالتعاون مع مرتزقة فاغنر الروس. تحولت حياة السكان إلى جحيم لا يطاق، حيث يواجهون ضربات جوية بالطائرات المسيرة، فضلاً عن عمليات نهب واسعة النطاق لممتلكاتهم. ومع تصاعد هذه الانتهاكات، يضطر السكان للنزوح بشكل جماعي بحثًا عن ملاذ آمن بعيدًا عن الأمراض والجرائم التي ترتكبها هذه القوات.

محمد بيكناوي، عضو المجلس الأعلى للشباب، أكد في حديثه لصحيفة “الوسط” الجزائرية أن الوضع الصحي في المناطق الحدودية، وخاصة في بلدية تيمياوين، قد تدهور بشكل ملحوظ خلال شهر سبتمبر 2024. وصلت حالات الإصابة بالملاريا والدفتيريا إلى 500 حالة مؤكدة، من بينها 100 وفاة، بالإضافة إلى نزوح جماعي للسكان هربًا من الأوبئة والتهديدات العسكرية. وأوضح بيكناوي أن هذا التدهور السريع في الأوضاع الصحية والإنسانية أدى إلى تأثير سلبي على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي لسكان المناطق الحدودية.

كما أشار بيكناوي إلى ضرورة تقديم دعم عاجل لتعزيز العيادة الوحيدة في تيمياوين. ومع تزايد عدد الإصابات، أصبح من الضروري إنشاء مراكز طبية متنقلة لتقديم الرعاية الصحية للمصابين في المناطق النائية. ناشد بيكناوي المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل الفوري وتقديم الدعم الطبي والمالي لمواجهة انتشار الأوبئة وإنقاذ حياة الآلاف من سكان المنطقة.

في الختام، يمر شعب أزواد بإحدى أحلك الفترات في تاريخه الحديث. استمرار الأمراض القاتلة، والنزوح الجماعي، وغياب الخدمات الصحية الأساسية، إلى جانب المجازر التي يرتكبها الجيش المالي ومرتزقة فاغنر، جعلت الحياة في هذه المناطق جحيمًا لا يطاق. وعلى المجتمع الدولي أن يعيد تقييم الوضع بين أزواد ومالي بشكل جدي وفعّال، وعلى المنظمات الإنسانية والأفراد ذوي النوايا الحسنة التدخل بسرعة للتخفيف من معاناة هذا الشعب المنكوب.

Slide Up
x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!