مالي : دانمباسوجو تدعو مالي للحوار مع الأزواديين وترفض القتال معهم و تستنكر الاعتماد على مرتزقة فاغنر
الاثنين 30 سبتمبر 2024 صوت الحق: في تطور لافت ضمن المشهد المعقد للصراع في مالي، ظهر تولوبا، زعيم ميليشيا “دان نا أمباساجو” الدوغونية، في فيديو جديد يدعو الحكومة المالية إلى إعادة النظر في استراتيجيتها الأمنية، موجهًا دعوة مفتوحة للتفاوض مع الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن شعب أزواد (CSP-DPA). هذه الدعوة تأتي في وقت حرج يمر فيه البلد باضطرابات أمنية عميقة وتنامٍ للتهديدات الإرهابية.
دعوة للتفاوض مع أزواد
أكد تولوبا أن الميلشيا التي يقودها لا ترى جدوى في الدخول في صراع مع جماعات مثل الإطار الإستراتيجي للدفاع عن الشعب الأزوادي CSP-DPA، بل اعتبر أن الحوار والتعاون مع هذه الأطراف يعد خيارًا أكثر حكمة واستدامة لتحقيق الاستقرار في البلاد. وتأتي هذه الدعوة في سياق الاعتراف بأهمية الحركات الأزاوادية والدور الذي تلعبه في مناطق أزواد، حيث يشير تولوبا إلى أن تجاهل هذه القوى الفاعلة سيزيد من تعقيد الوضع، وسيؤدي إلى مزيد من الفوضى الأمنية والسياسية.
انتقادات للجوء إلى المرتزقة
من ناحية أخرى، انتقد تولوبا بشدة لجوء الحكومة المالية إلى الاستعانة بالمرتزقة لمواجهة الإرهاب في البلاد، في إشارة واضحة إلى الاعتماد المتزايد على مجموعة “فاغنر” الروسية. واعتبر أن الحلول الخارجية لا تعالج جذور المشكلة بل قد تزيد من تفاقمها على المدى الطويل. وتساءل عن فعالية هذه الاستراتيجية، مبرزًا أن القوى المحلية مثل ميليشياته لديها القدرة والالتزام بمواجهة التهديدات الإرهابية بشكل أكثر فعالية من القوى الخارجية.
التزام بمحاربة الإرهاب ولكن بشروط
على الرغم من الانتقادات الشديدة لاستراتيجية الحكومة، أكد تولوبا أن ميليشيا “دان نا أمباساجو” ستظل ملتزمة بمحاربة الجماعات الإرهابية التي تهدد استقرار البلاد. لكنه شدد على أن هذه المعركة يجب أن تتم بشروط واضحة وبتنسيق مع الفاعلين المحليين، مشيرًا إلى أن ميليشياته لن تخوض حربًا ضد جماعات مثل CSP-DPA التي تناضل من أجل تحقيق حقوقها المشروعة. هذه الرسالة تؤكد على رغبة تولوبا في الحفاظ على التوازن بين مكافحة الإرهاب والحفاظ على علاقات إيجابية مع الحركات الأزاوادية.
خلفيات الصراع
تشير هذه التطورات إلى تعقيدات الصراع في مالي، حيث تتداخل مصالح القوى المحلية والدولية بشكل يزيد من صعوبة إيجاد حل شامل. ومن المعروف أن جماعة “دان نا أمباساجو” تمثل إحدى القوى المسلحة المحلية التي تسعى لحماية مصالح مجتمع الدوغون في وسط مالي، وقد تورطت في عدة صراعات مع جماعات أخرى في المنطقة، بما في ذلك الفولان
وفي المقابل، يواصل الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن شعب أزواد (CSP-DPA) نضاله من أجل تحقيق استقلال ذاتي أو على الأقل تحقيق نوع من الحكم الذاتي لشعب أزواد . وتبقى مسألة التفاوض بين هذه القوى المختلفة وحكومة باماكو تحديًا كبيرًا في ظل انعدام الثقة واستمرار العمليات العسكرية.
خاتمة
رسالة تولوبا تعكس مرحلة جديدة من التفكير الاستراتيجي بين الفاعلين المحليين في مالي، حيث يتزايد الإدراك بأن الحلول العسكرية وحدها لن تحقق السلام والاستقرار الدائمين. قد تكون هذه الدعوة للحوار فرصة لحكومة مالي لإعادة النظر في تحالفاتها واستراتيجياتها الأمنية، ولبدء مفاوضات قد تفتح الباب أمام تسوية سلمية شاملة للصراع المعقد في البلاد.