صوت الحق
أخبار أزواد

تفشي الملاريا والدفتيريا على الحدود الجزائرية – الأزوادية: نائب اليزي يدق ناقوس الخطر

تشهد المناطق الحدودية بين الجزائر وأزواد أزمة صحية خطيرة تهدد حياة الآلاف من السكان المحليين والنازحين على حد سواء. في الفترة ما بين 21 و28 سبتمبر 2024، تفشى مرضا الملاريا والدفتيريا في هذه المناطق، ما أدى إلى وفاة حوالي 200 شخص، خصوصًا في تينباقي على الجانبين الجزائري والأزوادي، بالإضافة إلى مناطق تيمياوين، تينظواتين، تلهدناك، وبرج باجي مختار.

تشهد المناطق الحدودية بين الجزائر وأزواد أزمة صحية خطيرة تهدد حياة الآلاف من السكان المحليين والنازحين على حد سواء.

نداء عاجل للسلطات الجزائرية

في ظل هذه الأوضاع المأساوية، ناشد نائب في المجلس الشعبي لولاية إليزي السلطات الجزائرية ممثلة في وزيري الصحة والداخلية التدخل الفوري لاحتواء هذا الوباء القاتل. وتأتي هذه الدعوة وسط مخاوف متزايدة من أن يتفاقم الوضع الصحي، خاصة مع عدم توفر المرافق الصحية والمستشفيات في هذه المناطق النائية، حيث يعاني السكان من غياب الرعاية الطبية الضرورية.

وقد أشار النائب إلى أن الوضع الحالي يتطلب استجابة سريعة من السلطات الجزائرية، ليس فقط من أجل حماية مواطنيها، بل أيضًا لتقديم الدعم للنازحين الأزواديين الذين فروا من الصراع في أزواد. فالحدود بين البلدين أصبحت مأوىً لآلاف النازحين الذين يعيشون في ظروف إنسانية صعبة، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض القاتلة.

الإهمال المالي يزيد من حدة الأزمة

على الرغم من تفاقم الوضع الصحي، لم تصدر أي استجابة من المجلس العسكري المالي. هذا التجاهل المستمر للمأساة الإنسانية على الحدود يشكل مصدر قلق كبير، لا سيما وأن السكان والنازحين في المنطقة يعتمدون إلى حد كبير على المساعدات الخارجية للتصدي لهذه الأوبئة. وفي ظل غياب أي تحرك فعلي من السلطات المالية، يصبح التدخل الجزائري أمرًا بالغ الأهمية لإنقاذ أرواح مئات الأشخاص.

ضرورة تدخل المنظمات الإنسانية

في ظل هذه الأوضاع الكارثية، تتزايد الدعوات إلى المنظمات الإنسانية للتدخل السريع. فالوضع على الحدود بين الجزائر وأزواد يتطلب تدخلًا عاجلًا من المنظمات الصحية والإنسانية لتوفير العلاجات الضرورية والأدوية الأساسية لمكافحة الملاريا والدفتيريا. فعدم وجود مراكز صحية أو مستشفيات في صحراء أزواد يزيد من صعوبة احتواء الوباء، ويترك السكان بلا أي وسيلة للتصدي للمرض.

الجزائر في مقدمة الجهود الإنسانية

ورغم التحديات الكبيرة، قامت السلطات الجزائرية بمبادرات مهمة لدعم السكان المحليين في المناطق المتضررة. جهود الإغاثة والإسعافات الأولية التي قدمتها الجزائر أسهمت في إنقاذ العديد من الأرواح، وهو ما يستحق الإشادة والتقدير. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو القضاء على أسباب تفشي الأمراض وتوفير بنية تحتية صحية دائمة يمكنها مواجهة مثل هذه الأوبئة في المستقبل.

إن الوضع الصحي على الحدود الجزائرية – الأزوادية يتطلب تدخلاً عاجلاً من جميع الجهات المعنية، سواء من الحكومة الجزائرية أو المنظمات الإنسانية الدولية. الأرواح التي تُفقد يوميًا بسبب الملاريا والدفتيريا تُذكرنا بأن الأزمة لا تحتمل التأجيل أو التهاون. ويبقى الأمل معقودًا على استجابة سريعة وشاملة يمكنها احتواء الأزمة ومنع تفاقمها، قبل أن تتحول إلى كارثة إنسانية أكبر.

Slide Up
x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!