النيجر: داعش تعلن قتل 30 جندي نيجري خلال هجوم عنيف لها في إكنوان .
في هجوم عنيف ودموي وقع يوم الأربعاء الماضي غرب النيجر، تعرضت قوات الجيش النيجري لضربة موجعة من قبل مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، في تطور جديد يعكس تصاعد العمليات الإرهابية في منطقة الساحل وغرب أفريقيا. الهجوم الذي استهدف موقعًا عسكريًا في قرية “إكنيوان” بمنطقة “تيليا” في إقليم “طاوة” أدى إلى مقتل 30 جنديًا على الأقل، وفقًا لمصادر عسكرية نقلتها وكالة “أعماق”، وهي الذراع الإعلامي للتنظيم لتنظيم داعش
تفاصيل الهجوم
شن مقاتلو التنظيم هجومًا مباغتًا على قوات النيجر في وضح النهار، مما يشير إلى جرأة التنظيم في تنفيذ عملياته الكبرى دون الاكتراث بالتواجد العسكري في المنطقة. اشتبكت قوات الطرفين في معركة عنيفة استُخدمت فيها أسلحة ثقيلة ومتوسطة، منها الرشاشات والقذائف، في مواجهة غير متكافئة بين مقاتلين مدربين وحاملين لأسلحة حديثة وبين قوات عسكرية حكومية.
وفقًا للمصادر، تمكن التنظيم من إحكام السيطرة على الموقع بعد معركة دامت لساعات، ما أدى إلى مقتل الجنود، بينما أُصيب آخرون وفرّ بعضهم هاربين. وقد تمكّن المهاجمون من الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، فضلاً عن سيطرتهم على آليتين عسكريتين وحرق خمس آليات أخرى كانت مجهزة تجهيزًا كاملًا.
أبعاد التصعيد الأمني في النيجر
الهجوم يأتي في وقت حرج للنيجر، التي تعاني من تصاعد موجات العنف في ظل حالة عدم الاستقرار الإقليمي الذي يعصف بمنطقة الساحل الأفريقي. تنظيم الدولة الإسلامية ينشط بشكل ملحوظ في المنطقة، ويعد هجوم “تيليا” بمثابة ضربة قاسية لقوات النيجر التي تواجه تحديات أمنية متعددة على عدة جبهات، بما في ذلك التهديدات القادمة من الحدود مع مالي وبوركينا فاسو.
منطقة “تيليا” تعتبر من المناطق الساخنة التي تشهد نشاطًا مكثفًا للجماعات المسلحة، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات تابعة لتنظيم القاعدة. هذه المنطقة، التي تقع في إقليم “طاوة”، تُعد من النقاط الاستراتيجية المهمة في الحرب ضد الجماعات الإرهابية، حيث تعمل القوات النيجيرية بدعم من شركائها الدوليين على محاربة هذه الجماعات التي تنشط في المثلث الحدودي بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو.
تحديات الجيش النيجري في مواجهة الإرهاب
يواجه الجيش النيجري تحديات كبيرة في مواجهته للجماعات الإرهابية التي تستغل الفوضى السياسية والضعف الأمني في المنطقة لتنفيذ عملياتها. إن هذا الهجوم يعكس تراجعًا ملحوظًا في قدرة القوات الحكومية على حماية مواقعها، ويطرح تساؤلات حول مدى فعالية الاستراتيجية الأمنية التي تعتمدها النيجر في حربها ضد الإرهاب.
تتزايد الضغوط على السلطات النيجرية لتعزيز قدراتها العسكرية والاستفادة من التعاون الدولي لمواجهة تمدد الجماعات الإرهابية. ومع تزايد الهجمات الإرهابية واتساع رقعة العنف، تصبح الحاجة إلى تبني سياسات أمنية جديدة أكثر إلحاحًا.
خلاصة
هجوم “تيليا” الأخير يشير إلى أن النيجر تقف أمام تحديات جسيمة في مواجهة الإرهاب المتصاعد في المنطقة. إن الاستيلاء على الأسلحة والآليات العسكرية، إلى جانب قتل عدد كبير من الجنود، يُعد إنذارًا قويًا بضرورة إعادة النظر في الخطط الأمنية والعسكرية للحد من خطر تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات المسلحة الأخرى.