أخبار الساحل

إغلاق أسواق الماشية في باماكو: تمييز عرقي وممنهج بحق مجتمع الفولان



تشهد العاصمة المالية باماكو توترات متصاعدة حول قضية إغلاق عدد من أسواق الماشية، وهي تجارة تمثل مصدر رزق رئيسي لمجتمع الفولان (الفلان) الذي يعمل غالبية أفراده في تربية وبيع الماشية ففي 19 سبتمبر 2024، صدر قرار رسمي من المجلس العسكري بإغلاق سبعة  أسواق للماشية في باماكو بحجة “المصلحة العامة”، مما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الشعبية والسياسية حول هذا القرار ودوافعه الحقيقية.

أسواق الماشية التي تم إغلاقها تشمل:

1. سوق لافيابوغو كودا
2. سوق ساباليبوغو
3. سوق فالادي سولولا
4. سوق فالادي المنطقة المطار
5. سوق نيامانا
6. سوق ديليبوغو
7. سوق المنطقة الصناعية


تمييز مستمر ضد مجتمع الفولان

يعتبر العديد من المراقبين أن إغلاق هذه الأسواق هو امتداد لسياسات التمييز العرقي والمجتمعي التي يعاني منها مجتمع الفولان في مالي. لطالما تعرض أفراد هذا المجتمع للتهميش والاضطهاد، حيث يُنظر إليهم بعين الشك بسبب انتشار العنف في بعض المناطق الريفية، مما أدى إلى وصمهم بشكل غير عادل وربطهم بالجماعات المسلحة الإرهابية دون أدلة موثوقة.

ويقول مراقبون إن هذا الإغلاق ليس سوى خطوة جديدة في سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى ضرب سبل عيش الفلان واستهدافهم بشكل غير مباشر، خاصة وأن أغلب العاملين في تجارة الماشية في باماكو ينتمون إلى هذا المجتمع.

تداعيات القرار ودور السلطات

وفقًا للقرار الصادر، تم تكليف الجهات المعنية بتنفيذ هذا الإغلاق، بما في ذلك رئيس الوفد الخاص للبلدية الرابعة، ورؤساء البلديات الخامسة والسادسة، ورئيسة الوفد الخاص للبلدية الثانية، إضافة إلى مدير الشرطة الوطنية ومدير الإنتاج الحيواني في منطقة باماكو. ويرى العديد من النقاد أن هذه الجهات تتحمل مسؤولية مباشرة عن تنفيذ قرارات قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.

الاستنتاج

يأتي هذا القرار في وقت حساس تعيش فيه مالي حالة من التوتر والانقسام الداخلي بعد هجوم إرهابي عنيف استهدف مطار بماكو في سينو و مدرسة للدرك في فلاجي و أسلر مقتل نحو 200 عسكري ، ويخشى مراقبون  أن يؤدي هذا الإغلاق إلى المزيد من الاستياء الشعبي، خصوصاً في ظل تصاعد الحركات الاحتجاجية والمطالب الاجتماعية بتحقيق العدالة والمساواة لجميع الفئات العرقية والمهنية.

x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!