أخبار أزواد

الأزواديون لن يستسلموا.. رمضان: أزواد ستكون مقبرة للروس وما حصل في تينزاواتين سيتكرر.

روسيا.. اللاعب الجديد في أزواد ومآلات الصراع مع الحركات الأزوادية

في خضم تصاعد الصراع في إقليم أزواد، أصبحت روسيا طرفًا مباشرًا في النزاع الذي يعصف بالمنطقة منذ عقود. منذ بداية تدخل مجموعة فاغنر الروسية في مالي بعد انسحاب القوات الأممية في أغسطس 2023، بدأت المنطقة تشهد تحولاً في موازين القوى. جاءت هذه التحركات الروسية نتيجة لاتفاقات اقتصادية وأمنية مع المجلس العسكري المالي، حيث جلبت روسيا مرتزقة فاغنر لدعم الجيش المالي، وذلك في محاولة لإحكام السيطرة على إقليم أزواد الغني بالموارد الطبيعية.

لكن التدخل الروسي لم يكن دون تكلفة. في معركة تينزاواتين، التي وقعت بين 25 و27 يوليو 2024، سقط 84 من مرتزقة فاغنر و47 من الجيش المالي في واحدة من أعنف المواجهات منذ بداية النزاع. المعركة التي دارت في الحدود الشمالية لأزواد، شكلت نقطة تحول في مسار الصراع، حيث حاولت روسيا من خلال فاغنر قلب الموازين باستخدام طائرات روسية وأخرى مسيّرة تركية ومدرعات صينية. ورغم الدعم الذي تلقته مالي من تحالف دول الساحل، إلا أن الأزواديين استطاعوا تحقيق انتصار معنوي كبير، دفعهم لمواصلة القتال والدفاع عن حقوقهم.

وفي مقابلة مع الحدث، نفى محمد المولود رمضان، المتحدث الرسمي باسم الإطار الإستراتيجي للدفاع عن شعب أزواد (CSP-DPA)، الادعاءات المالية بوجود قوات أوكرانية إلى جانب الأزواديين في معركة تينزاواتين. وأكد رمضان أن هذه الأكاذيب تُستخدم من قبل الحكومة المالية لتبرير هزائمها المستمرة. واستذكر ما حدث في مايو 2014 حينما زعمت الحكومة المالية أن القوات الفرنسية دعمت الحركات الأزوادية بعد الهزيمة في كيدال، وهو ما نفته الأطراف الأزوادية جملة وتفصيلاً.

رمضان شدد على أن التدخل الروسي لم يأتِ صدفة، بل هو نتيجة لتحالف اقتصادي وعسكري مع المجلس العسكري المالي، الذي يسعى لاستغلال ثروات أزواد وإبادة شعبه بمساعدة مرتزقة فاغنر. لكنه أكد في الوقت نفسه أن شعب أزواد لن يستسلم. “نقول لروسيا أو فرنسا أو أي مستعمر آخر إنه من المستحيل أن يقيموا في أزواد. أزواد ستكون مقبرة لهم، وسنطردهم كما أتوا”، بهذه الكلمات الحازمة، عبّر رمضان عن عزم الأزواديين على التصدي لكل محاولات الهيمنة الأجنبية على أرضهم.

وأوضح رمضان أن الأزواديين حافظوا على علاقات جيدة مع روسيا في السابق، حيث زار وفد أزوادي موسكو في 2013 وعقد اجتماعات مع السفير الروسي في باماكو. لكن التغير الكبير في الموقف الروسي، الذي انحاز إلى المجلس العسكري المالي مقابل الحصول على امتيازات في أزواد، غيّر طبيعة العلاقة. هذا الانحياز جعل روسيا عدواً جديداً للأزواديين، الذين يرون أن مصالحهم تُستغل من قبل قوى أجنبية على حساب تطلعاتهم في تقرير المصير.

معركة تينزاواتين لم تكن سوى نموذج واحد من التصعيد المستمر في أزواد. فمنذ دخول فاغنر المنطقة، تكبد المدنيون خسائر كبيرة بسبب القصف المتواصل بالطائرات المسيّرة والمدرعات الثقيلة. الأمر الذي أجبر الأزواديين على الانسحاب من بعض المناطق لحماية المدنيين من هذه العمليات العشوائية. ورغم هذا الانسحاب التكتيكي، فإن رمضان أكد أن الأزواديين لن يتراجعوا عن قتالهم، مشيرًا إلى أن ما حدث في تينزاواتين سيتكرر، وأن عدالة قضيتهم ستنتصر في النهاية.

يظل الصراع في أزواد مرهونًا بمواقف القوى الكبرى، وخاصة روسيا، التي اختارت دعم حكومة باماكو على حساب الحقوق التاريخية لشعب أزواد. لكن مع استمرار المقاومة، ومع ارتفاع كلفة التدخل الأجنبي، قد تجد روسيا نفسها مضطرة لإعادة النظر في استراتيجيتها، خاصة إذا تحولت أزواد إلى “مقبرة” فعلية لكل من يحاول الهيمنة عليها، كما توعد رمضان.

x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!