على بُعد 4 كيلومترات من غاو: كمين محكم للنصرة يُلحق خسائر فادحة بالجيش المالي
في حادثة جديدة تؤكد تصاعد الهجمات التي تستهدف الجيش المالي، نفذت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة كمينًا محكمًا ضد رتل عسكري في قرية كويما الواقعة على بعد 4 كيلومترات فقط من مدينة غاو. هذا الهجوم يأتي في إطار حملة مستمرة ضد التواجد المالي والروسي في المنطقة، حيث تعتبر غاو أحد أهم معاقل النفوذ العسكري المالي المدعوم بقوات من مجموعة فاغنر الروسية.
تفاصيل الهجوم
وقع الكمين في منطقة استراتيجية قريبة من مدينة غاو، على ضفاف نهر النيجر. تُعدّ هذه المنطقة ذات أهمية حيوية لقوات الجيش المالي كونها تقع في محيط مدينة غاو، التي تخضع لسيطرة القوات المشتركة المالية والروسية. وقد أدى هذا الهجوم إلى تكبيد الجيش المالي خسائر مادية وبشرية فادحة، بحسب ما أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التي تبنت العملية على الفور.
تُعرف جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بعملياتها المعقدة التي تعتمد على التخطيط الدقيق واستخدام أساليب الكر والفر. وبحسب التقارير الأولية، استخدم المقاتلون في هذا الكمين تقنيات متقدمة في زرع العبوات الناسفة على طول الطريق الذي سلكته القوات المالية، مما أدى إلى إيقاف الرتل واستهدافه بالأسلحة الرشاشة والقذائف.
الأبعاد الاستراتيجية للهجوم
تقع مدينة غاو ضمن إقليم أزواد، وهي منطقة تشهد منذ سنوات صراعًا مستمرًا بين القوات الحكومية والحركات المسلحة الأزوادية من جهة والجماعات الإرهابية من جهة اخرى . السيطرة على هذه المنطقة تعني التحكم بالطرق التجارية المهمة وتأمين خطوط الإمداد العسكرية. هجمات مثل هذه تعكس تراجع قدرة الجيش المالي على تأمين مناطق نفوذه، خاصة في ظل الدعم الروسي الذي لم ينجح حتى الآن في استعادة الاستقرار.
من جهة أخرى، تعكس هذه العمليات التنسيق العالي بين مختلف الفصائل الموالية لتنظيم القاعدة في الساحل الإفريقي، حيث تسعى جماعة نصرة الإسلام والمسلمين إلى تعزيز نفوذها وضرب القوات الحكومية في المناطق الحيوية، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في البلاد.
تكرار الهجمات وتصاعد التوتر
تكرار مثل هذه الهجمات في مناطق قريبة من المدن الرئيسية يعكس حالة عدم الاستقرار التي تعيشها مالي، خصوصًا في ظل التوتر المتزايد بين الفصائل المسلحة والقوات الحكومية المدعومة من روسيا. ورغم محاولات الجيش المالي فرض سيطرته، إلا أن الجماعات المسلحة الأزوادية او الارهابية لا تزال قادرة على توجيه ضربات مؤلمة للقوات الحكومية، كما هو الحال في هذا الهجوم الأخير.
الخاتمة
يظل الوضع في غاو وبقية مناطق **أزواد** مرشحًا لمزيد من التصعيد، خاصة مع استمرار العمليات العسكرية من قبل الجماعات المسلحة مثل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين. وبالرغم من الدعم الروسي الذي يتلقاه الجيش المالي، فإن هذه الهجمات تشير إلى أن الصراع في المنطقة بعيد عن الحل، مع وجود تحديات كبيرة أمام استعادة الأمن والاستقرار.