أخبار أزواد

دعوة للوحدة والصمود: الرئيس بلال أغ الشريف يتحدث عن تحديات أزواد والمعركة المصيرية

ألقى الرئيس بلال أغ الشريف، رئيس الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي، خطابًا هامًا تناول فيه الوضع الحالي لأزواد بعد مرور عام كامل على بدء حملة التطهير العرقي التي تقودها الطغمة العسكرية في باماكو بالتعاون مع الجماعات الإرهابية والمرتزقة. وقد وجه الرئيس رسائل شكر وصمود إلى أبناء الشعب الأزوادي، سواء في الداخل أو في المهجر، وحيا مقاومة الشعب الأزوادي ضد تلك الحملة العنيفة التي تستهدف الأرض والإنسان.

التحالف ضد أزواد: تطهير عرقي وجرائم حرب

بدأ الرئيس خطابه بالإشارة إلى أن ما يحدث في أزواد ليس مجرد مواجهة مع حركات مقاومة محلية، بل حملة تطهير عرقي تستهدف وجود الشعب الأزوادي بأكمله. وأوضح أن الطغمة العسكرية في مالي لا تعمل وحدها، بل تعتمد على جماعات إرهابية ومرتزقة مثل مجموعة فاغنر، التي تتلقى أموالاً طائلة مقابل تدمير الأرض وقتل الأبرياء.

ثم انتقل الرئيس إلى الحديث عن الرواتب الباهظة التي يتلقاها المرتزقة مقارنة بما يحصل عليه الجنود الماليون، مما يعكس الفجوة الكبيرة في القيم والولاءات بين النظام الحاكم في باماكو وبين المواطنين الماليين. وأكد أن هذا التحالف بين الطغمة العسكرية والجماعات الإرهابية يفتقد إلى أي قيمة أخلاقية أو دينية، ويستند فقط إلى القتل والتدمير.

رسالة وحدة للشعب الأزوادي

وجه الرئيس دعوته إلى جميع الأزوادين، داخل الوطن وخارجه، بالتماسك والوحدة في مواجهة هذه المرحلة الحرجة من تاريخهم. واعتبر أن هذه الفترة أصعب من أي مرحلة سابقة، حيث يتعرض الشعب الأزوادي لمخاطر وجودية تهدد حياته وكرامته وأرضه.

كما دعا الرئيس الأزوادين إلى إدراك أن النظام المالي لن يحترم أي اتفاقات معهم ما لم يكن موقفه العسكري متفوقًا، وأنه سيتراجع عن أي اتفاق بمجرد شعوره بالقوة. وأكد أن الشعب الأزوادي لا يمكن إخضاعه بالقوة، وأن الأرض والشعب في أزواد مترابطان إلى الأبد.

الانتصار في معركة تنزواتين ودور الجيش الأزوادي

أشاد الرئيس في خطابه بالانتصار التاريخي الذي حققته القوات الأزوادية في معركة تنزواتين ضد المرتزقة والجماعات الإرهابية، واعتبرها نقطة تحول في مسار الصراع. وأوضح أن هذا الانتصار يمثل ضربة قوية للنظام المالي ولحلفائه الذين لجأوا بعد ذلك إلى قصف المدنيين العزل، خاصة على الحدود مع الجزائر، في محاولة بائسة للرد على تلك الهزيمة.

وفي إشارة إلى المجتمع الدولي والدول المجاورة، انتقد الرئيس الصمت المطبق تجاه الجرائم التي يرتكبها النظام المالي ضد الشعب الأزوادي. وأكد أن هذا الصمت يعطي النظام المالي الضوء الأخضر للاستمرار في جرائمه. كما انتقد بشكل خاص موقف دول الجوار مثل الجزائر وموريتانيا والسنغال التي لم تتحرك لإدانة ما يحدث.

دعوة للحفاظ على الهوية والحدود

اختتم الرئيس خطابه بتأكيده على أن حدود أزواد معروفة ومحددة، وأنه لا توجد أي طموحات توسعية لدى الشعب الأزوادي تجاه دول الجوار. وأكد أن أزواد كانت وستظل جزءًا لا يتجزأ من شمال مالي، وأن الشعب الأزوادي يحترم حدود كل الدول المجاورة، لكن على الجميع أن يفهم أن أزواد لن تخضع لأي قوة إلا بإرادة شعبها.

ودعا الرئيس في نهاية خطابه إلى الوحدة والتلاحم، وأكد أن الشعب الأزوادي سيواصل نضاله حتى تحقيق الحرية والكرامة واستعادة حقوقه التاريخية، مشيرًا إلى أن النصر بات قريبًا بإذن الله.

خاتمة

خطاب الرئيس بلال أغ الشريف كان دعوة واضحة للشعب الأزوادي للوقوف معًا في مواجهة التحديات الحالية، سواء من القوى الأجنبية أو النظام المالي. ورسالته كانت أن النصر يتطلب وحدة الصفوف، ومواصلة المقاومة حتى تحقيق الحرية والعدالة.

x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
error: Content is protected !!