صوت الحق
أخبار أزواد

مظاهرة سلمية للجالية الأزوادية في أوروبا تنديداً بالإبادة الجماعية في مالي

نظمت مجموعة من الجالية الأزوادية في أوروبا وقفة سلمية في مدينة ديجون الفرنسية، يوم السبت 31 أغسطس 2024، للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الأزوادي الذي يتعرض لإبادة جماعية وتهجير ممنهج على يد المجلس العسكري الحاكم في مالي منذ أغسطس 2023. جاءت هذه الوقفة في ظل تصاعد العنف والانتهاكات الجسيمة ضد حقوق الإنسان في منطقة أزواد، الواقعة شمال مالي.

مظاهرة سلمية للجالية الأزوادية في أوروبا تنديداً بالإبادة الجماعية في مالي

الأوضاع في مالي بعد انهيار اتفاق الجزائر

منذ انهيار اتفاق الجزائر للسلام في يناير 2024، شهدت الأوضاع في مالي تدهوراً ملحوظاً بوتيرة مقلقة. وبرزت الأزمة بشكل أكبر مع هجوم القوات العسكرية المالية، المدعومة من مرتزقة فاغنر الروسية، على قرية تنزاوتين في 25 أغسطس، والذي أسفر عن مقتل 21 مدنياً، بينهم 11 طفلاً. هذا الهجوم يعكس تصاعد العنف ضد السكان المدنيين في أزواد ويظهر تفاقم الوضع الأمني في المنطقة.

دور الجالية الأزوادية في أوروبا

تأتي هذه الوقفة في ديجون كجزء من سلسلة من التحركات الاحتجاجية التي تنظمها الجالية الأزوادية في أوروبا للتنديد بالانتهاكات المستمرة ضد شعوب أزواد، وخاصة الطوارق والفولان الذين يسكنون شمال مالي. وتؤكد الجالية أن هذه المظاهرات تهدف إلى تسليط الضوء على القمع المستمر الذي يعاني منه الأزواد منذ الستينيات من القرن الماضي، والذي تفاقم في السنوات الأخيرة مع تصاعد الأزمات السياسية والعسكرية في مالي.

التحديات أمام شعب أزواد

منذ توقيع اتفاق السلام بوساطة الجزائر والمجتمع الدولي في 2015، والذي نص على منح منطقة أزواد حكماً ذاتياً واسعاً مع بقاء السلطة المركزية في باماكو، لم تتحقق أي من بنود الاتفاق على أرض الواقع. وزادت الانقلابات العسكرية المتتالية، وآخرها بقيادة العقيد أسيمي غويتا وبدعم من مرتزقة فاغنر، من تعقيد الوضع في المنطقة، مما أدى إلى تفاقم معاناة سكان أزواد.

على مدى السنوات الثلاث الماضية، مارست الحكومة العسكرية في باماكو سياسة القمع الشديد ضد شعب أزواد، وارتكبت مجازر مروعة بحق المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال. وأكدت الجالية الأزوادية في أوروبا في بيانها أن هذه الانتهاكات تهدف إلى “تدمير الوجود الأزوادي” في شمال مالي، من خلال ممارسة الإعدامات التعسفية والاعتقالات العشوائية والتطهير العرقي اليومي.

الدعوة للتحرك الدولي ودعم حقوق الإنسان

خلال المظاهرة، وجهت الجالية الأزوادية في ديجون نداءً عاجلاً إلى جميع الأفراد والمنظمات السياسية والإنسانية للتحرك ودعم الشعب الأزوادي في نضاله من أجل العدالة والسلام. وطالبت الجالية بتقديم الدعم الفوري للنازحين واللاجئين من أزواد، والضغط على السلطات المالية لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان.

كما دعت الجالية إلى الانضمام إلى المسيرات السلمية المقبلة لدعم الأزواد، وتسليط الضوء على الانتهاكات المستمرة، مثل التفجير الممنهج للجثث وتسميم مصادر المياه، ونهب الممتلكات، والتعذيب الوحشي والقتل. وأكدت أن استمرار هذه الجرائم البشعة يشكل تهديداً ليس فقط على أزواد، بل على القارة الأفريقية بأسرها.

في ختام المظاهرة، أكدت الجالية الأزوادية في أوروبا أنها ستستمر في تنظيم التحركات السلمية لرفع صوت الأزواد ضد الظلم والإبادة الجماعية. ودعت المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف هذه الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الجيش المالي ومرتزقة فاغنر في أزواد. كما شددت على أن نضال الشعب الأزوادي هو نضال من أجل العدالة والسلام والكرامة الإنسانية.

Slide Up
x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!