مجازر : مقتل 3368 خلال هجمات نفذتها تنظيم داعش
أصبحت أفريقيا مؤخراً محط أنظار تنظيم “داعش” الإرهابي الذي يسعى لإعادة بناء نفوذه بعد خسائره في سوريا والعراق. تشير التقارير إلى أن هناك حوالي 37 ألف مقاتل ينتمون إلى التنظيم في فروعه المختلفة المنتشرة عبر القارة. وقد خصص التنظيم اهتماماً خاصاً بأفريقيا، حيث أرسل زعيمه السابق، أبو بكر البغدادي، رسله إلى القارة، وأمر جنوده بالهجرة إليها. ونتيجة لذلك، شهدت القارة وفوداً من مقاتلي “داعش” من مناطق مثل الشام، والعراق، والصومال، والسودان، والسنغال، وغيرها.
الفروع التنظيمية لداعش في أفريقيا
بعد انهيار فرعي “داعش” في ليبيا وسيناء، أعاد التنظيم هيكلة فروعه في أفريقيا إلى خمسة فروع رئيسية:
- ولاية الساحل: تضم مناطق في مالي، النيجر، وبوركينا فاسو.
- ولاية غرب أفريقيا: تشمل نيجيريا، بحيرة تشاد، وشرق النيجر. يُعد هذا الفرع الأكثر عدداً من حيث المقاتلين، وقد شهدت قيادة الفرع تغييرات بعد مقتل قائده السابق، أبو مصعب البرناوي، في مواجهة مع الجيش النيجيري.
- ولاية وسط أفريقيا: تغطي مناطق في الكونغو، التوغو، وبنين.
- ولاية الصومال: يُعد هذا الفرع بمثابة القاعدة الإدارية للتنظيم في أفريقيا، ويمثل مركزاً لتجمع المقاتلين الأجانب قبل انتقالهم إلى فروع أخرى.
- ولاية الموزمبيق: يتمتع هذا الفرع باستقلال إداري ويقوده قيادات محلية للتنظيم.
النفوذ والتوسع في أفريقيا
توسع تنظيم “داعش” في أفريقيا بشكل ملحوظ بعد انهياره في الشرق الأوسط. وقد شهد فرع ولاية غرب أفريقيا توافد العديد من القادة والمقاتلين الفارين من ليبيا، حيث أصبح هذا الفرع مركزاً لإعادة تجميع القوة العسكرية للتنظيم في القارة. وفي المقابل، يشكل فرع الصومال حلقة وصل بين الفروع الأفريقية والفروع الأخرى في مناطق مثل الجزيرة العربية وولاية خراسان.
التركيبة السكانية للمقاتلين
تضم الفروع الأفريقية لتنظيم “داعش” مقاتلين من جنسيات متعددة. على سبيل المثال، يمثل الفلان حوالي 90% من مقاتلي ولاية الساحل، بينما يضم فرع الصومال أكبر عدد من المغاربة وبعض حاملي الجنسيات الأوروبية والجزائرية. كما يُعتقد أن عبد القادر مؤمن، الذي يُعتبر قيادياً عالمياً في “داعش”، يقود فرع الصومال.
العمليات والهجمات
منذ بداية عام 2024، نفذت فروع “داعش” في أفريقيا أكثر من 1258 عملية هجومية. وقد تركزت العمليات بشكل رئيسي في فروع ولاية غرب أفريقيا ووسط أفريقيا والساحل، مع عدد أقل من العمليات في فروع الصومال والموزمبيق. ويلاحظ أن أغلب العمليات الانتحارية نفذت في ولاية غرب أفريقيا وولاية الساحل، مما يشير إلى مستوى العنف المتزايد في هذا الفرع.
إليك جدول يوضح العمليات التي نفذها تنظيم “داعش” والخسائر البشرية في فروعه المختلفة في أفريقيا من بداية العام حتى نهاية يونيو 2024:
الولاية | عدد العمليات | عدد القتلى |
---|---|---|
ولاية غرب أفريقيا | 433 | 1,057 |
ولاية وسط أفريقيا | 183 | 994 |
ولاية الساحل | 90 | 889 |
ولاية الصومال | 18 | 187 |
ولاية الموزمبيق | 97 | 241 |
الإجمالي | 1258 | 3368 |
التحديات الأمنية والمستقبل
توسع تنظيم “داعش” في أفريقيا يضع القارة أمام معضلة أمنية معقدة. ومع ازدياد عدد العمليات الإرهابية وانتشار المقاتلين عبر الحدود، تبدو الجهود الدولية والإقليمية لكبح جماح التنظيم غير كافية. في ظل هذه الظروف، يبقى من الضروري تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين الدول الأفريقية والمجتمع الدولي لمواجهة التهديد المتزايد للتنظيم في القارة.
في الوقت الذي يواصل فيه تنظيم “داعش” تعزيز وجوده في أفريقيا، يجب على الحكومات الأفريقية والدولية تكثيف جهودها لمواجهة هذا الخطر المتزايد. إن التعامل مع “داعش” كشبكة عابرة للحدود تستلزم استراتيجية شاملة تتضمن تعاوناً أمنيًا واستخباراتيًا فعالًا لتعزيز الاستقرار والأمن في القارة.