تقرير: مخاطر امتلاك الجماعات الإرهابية للطائرات المسيرة في إفريقيا
في تطور مثير للقلق على الساحة الإفريقية، أشار الإعلامي الموريتاني المختص بشؤون الجماعات الإرهابية إلى اختفاء طائرتين مسيرتين تابعتين للقوات الإفريقية في نيجيريا في ظروف غامضة. ويأتي هذا الحادث بعد سلسلة من الحوادث المشابهة التي تثير تساؤلات حول مدى قدرة القوات الأمنية في المنطقة على تأمين معداتها العسكرية الحيوية.
وفقًا للإعلامي، الذي نشر تفاصيل هذه الحادثة على حسابه بموقع “إكس”، فإن هناك اتهامات متداولة تشير إلى أن بعض العاملين في القوات الإفريقية قد يكونون متورطين في بيع هذه الطائرات المسيرة لإحدى الجماعات الجهادية الناشطة في المنطقة. ورغم عدم تأكيد هذه الاتهامات رسميًا، إلا أنها تعكس مخاوف متزايدة بشأن انتشار الفساد داخل بعض القطاعات الأمنية في القارة الإفريقية.
حادثة مماثلة في الصومال
ما يزيد من خطورة الوضع هو أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها خلال الفترة الأخيرة. فقد أشار الإعلامي إلى حادثة أخرى وقعت قبل أقل من شهر في مطار مقديشو، حيث اختفت طائرتان مسيرتان، وبعد التحقيقات، تبيّن أن حركة الشباب الصومالية كانت وراء هذه العملية.
وكتب الإعلامي في تدوينة له: “ما بعد عمليات تهريب سجناء الجماعات الجهادية، جاء الدور الآن على الطائرات المسيرة”، مشيرًا إلى أن هذه الحوادث المتكررة تعكس تصعيدًا جديدًا من قبل الجماعات الإرهابية التي تسعى إلى تعزيز قدراتها التكنولوجية لتحقيق أهدافها.
مخاطر امتلاك الجماعات الإرهابية للطائرات المسيرة
يمثل امتلاك الجماعات الإرهابية للطائرات المسيرة خطرًا كبيرًا على الأمن الإقليمي والدولي. فهذه الطائرات، التي كانت تُستخدم سابقًا بشكل أساسي من قبل الدول لأغراض المراقبة والهجوم، باتت الآن في أيدي جماعات متطرفة تمتلك أجندات عدائية تجاه الحكومات والشعوب في المنطقة.
ومن أهم المخاطر المرتبطة بهذا التطور:
1. زيادة قدرة الجماعات الإرهابية على تنفيذ هجمات دقيقة : تتيح الطائرات المسيرة للجماعات الإرهابية القدرة على تنفيذ هجمات موجهة بدقة عالية، مما يزيد من فاعليتها التدميرية ويقلل من مخاطر تعرض مقاتليها للأذى.
2. تعقيد عمليات مكافحة الإرهاب : يعقد انتشار الطائرات المسيرة من مهام القوات الأمنية في مكافحة الإرهاب، حيث تُصعِّب هذه التقنية من إمكانية تتبع وتحديد مواقع العناصر الإرهابية.
3. توسيع نطاق العمليات الإرهابية : يمكن للطائرات المسيرة أن توسع من نطاق العمليات الإرهابية، حيث تتيح للجماعات المتطرفة إمكانية استهداف مواقع بعيدة دون الحاجة إلى وجود فعلي لعناصرها على الأرض.
4. التهديد للملاحة الجوية المدنية : يمثل استخدام الطائرات المسيرة تهديدًا حقيقيًا للملاحة الجوية المدنية، حيث يمكن أن تؤدي عمليات التخريب أو الهجمات إلى كوارث كبيرة.
ضرورة التحرك العاجل
في ظل هذه التطورات، بات من الضروري أن تتحرك الحكومات الإفريقية بالتعاون مع المجتمع الدولي بشكل عاجل لمواجهة هذا التهديد المتنامي. يجب تعزيز القدرات الأمنية والاستخباراتية لمراقبة ومنع تهريب أو بيع الطائرات المسيرة للجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتقويض هذه الجماعات وإضعاف قدرتها على الحصول على مثل هذه التقنيات.
إن استمرار هذا التهديد قد يؤدي إلى زعزعة استقرار العديد من الدول في القارة الإفريقية، ما يستدعي تحركًا فوريًا وشاملًا لمواجهته قبل أن يتفاقم الوضع بشكل أكبر.