انهيار اتفاق الجزائر وحتمية تقرير المصير: رؤية شعب أزواد
إن الأزمة القائمة بين أزواد ومالي ليست جديدة، بل هي استمرار لصراع طويل الأمد يعود إلى عام 1963، حيث تم إلحاق أراضي أزواد بمالي خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية. هذه الأحداث كانت الشرارة الأولى لسلسلة من الانتفاضات التي لم تهدأ حتى يومنا هذا. ومع تصاعد التوترات وسفك الدماء على مدى العقود الماضية، يبدو من غير الواقعي، بل ومنعدماً لأي حس بالمسؤولية، أن يُعتقد أن “اتفاق الجزائر” المتوفي سريريًا يمكن أن يُعاد إحياؤه ليكون قاعدة جديدة للحوار.
اتفاق الجزائر: جثة لا يمكن إنعاشها:
في ظل النزاع الدموي المستمر، تتعالى الأصوات التي تدعو لإعادة النظر في اتفاق الجزائر الذي تم توقيعه في 2015. يُعتبر هذا الاتفاق، الذي كان يهدف إلى إنهاء الصراع وإحلال السلام، فاشلاً بشكل صارخ. فشل الاتفاق لم يكن فقط في تحقيق السلام، بل أيضاً في كونه لم يعترف بمطالب شعب أزواد الشرعية في تقرير المصير. فالحقيقة التي لا يمكن تجاهلها هي أن أي حديث عن العودة إلى هذا الاتفاق، هو بمثابة إهانة لآلاف الأرواح التي فقدت في هذا الصراع. ومن المضلل تمامًا أن نعتقد أن هذا الاتفاق يمكن أن يكون مرجعًا لأي نقاش مستقبلي.
الحل الوحيد: تقرير المصير:
منذ اندلاع الصراع في الستينيات وحتى اليوم، ازدادت قناعة شعب أزواد بأن الحل الوحيد القابل للتنفيذ هو تحديد وضع قانوني وسياسي واضح لأزواد. وقد عززت الأحداث الأخيرة هذه القناعة؛ فالتاريخ الحديث لم يقدم إلا مزيدًا من الأدلة على أن أي محاولة لفرض حل وسط لن تؤدي إلا إلى مزيد من الصراع. بالنسبة لشعب أزواد، فإن تقرير المصير ليس مجرد مطلب سياسي، بل هو الحق الأدنى الذي لا يمكن التنازل عنه.
رفض الحوار مع سلطة باماكو:
مع تفاقم الأوضاع في مالي، يبدو أن حكومة باماكو، التي تسيطر عليها اليوم قيادة عسكرية تسعى للبقاء في السلطة بأي ثمن، قد فقدت شرعيتها تمامًا في نظر شعب أزواد. فلا يمكن لأية قوة سياسية أن تكون شريكًا في الحوار إذا كانت مصالحها تتناقض مع حقوق الشعب الذي تحكمه. وبالنسبة لأزواد، فإن القيادة الحالية في باماكو غير مؤهلة لأي حوار.
خاتمة
لقد انتهت فترة التراخي، وأصبح من الواضح لشعب أزواد أن النهج الوحيد للمضي قدمًا هو الصمود في مواجهة التحديات المفروضة. إن التجربة التي مر بها أزواد خلال السنوات التسع الماضية، حيث أثبتت الأطراف المعنية التزامها بالسلام الذي كان مستحيلاً، هي نفسها التي تدفع اليوم هذا الشعب للتمسك بحقه في تقرير المصير. في ظل هذه الظروف، لن يكون هناك مكان لأية حلول وسطى أو حوارات عقيمة.
إن الوقت قد حان لكي يعترف العالم بحق أزواد في تحديد مصيره وإنهاء معاناة هذا الشعب الأصيل.
فعلا الحل الوحيد هت انفصال الشمال عن الجنوب