مالي: الفيضانات تتسبب في مقتل 15 شخصاً وأكثر من 10 آلاف ضحية
تواجه مالي في الفترة من 1 إلى 15 أغسطس 2024 أزمة فيضانات مدمرة تسببت في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، مما ألقى الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجه البلاد في التعامل مع الكوارث الطبيعية.
وتشير الأرقام الصادرة عن اللجنة الوزارية لإدارة الأزمات والكوارث إلى أن ما لا يقل عن 15 شخصاً لقوا حتفهم، فيما تضرر حوالي 10309 آخرين بسبب هذه الفيضانات، التي تُعَد من أكثر الكوارث الطبيعية تأثيراً في مالي خلال هذا العام.
نطاق الكارثة في مالي
وفقاً للتقارير الرسمية، فإن منطقة سيغو جنوب البلاد كانت الأكثر تضرراً من هذه الفيضانات، حيث تأثرت دائرة بلا تحديداً بأربع سلاسل متتالية من الفيضانات.
وتسببت هذه السلاسل في أضرار جسيمة لأكثر من 1387 أسرة، فضلاً عن وفاة شخص نتيجة صاعقة برق.
هذا الوضع يعكس حجم الكارثة التي شهدتها المنطقة، والتي تجاوزت بكثير القدرة المحلية على الاستجابة السريعة.
وفي العاصمة باماكو، تم تسجيل خمس حالات انهيار، بالإضافة إلى حالات أخرى في مناطق باندياغارا، سيكاسو، بوغوني وسيغو.
هذه الانهيارات، رغم تباين مواقعها، تعكس ضعف البنية التحتية أمام قوة الطبيعة والظروف الجوية القاسية التي تصاحب موسم الأمطار في مالي.
جهود الاستجابة والتنسيق
تتطلب إدارة الكوارث في مالي جهوداً متكاملة من مختلف القطاعات الحكومية، وقد تم إنشاء لجنة مشتركة بين الوزارات بهدف تنظيم وتنسيق هذه الجهود. وصرح المفتش العام ياكوبا باغايوكو، مدير المشروع بوزارة الأمن والحماية المدنية، أن الهدف الأساسي لهذه اللجنة هو إدارة الأزمات على كافة المستويات: البلدية، المحلية، الجهوية، والوطنية.
وأضاف أن توفير الدعم للضحايا، سواء كان مادياً أو صحياً أو غذائياً، يعد من أولويات اللجنة.
من جهة أخرى، تلعب المديرية الوطنية للهيدروليكا دوراً محورياً في توفير البيانات الهيدرولوجية الهامة لتوقع ومراقبة حالات فيضان المجاري المائية.
وأوضح أداما ماريكو، ممثل المديرية، أن هذه البيانات تجمع يومياً عبر محطات هيدرومترية مثبتة على الأنهار، مما يساعد في التنبؤ بالفيضانات والتخفيف من آثارها.
تحذيرات من فيضانات مستقبلية في مالي
على الرغم من الجهود المبذولة، يواجه البلد تهديداً مستمراً من الفيضانات حتى نهاية موسم الأمطار في نوفمبر.
حذر بكاري مانجان، رئيس مكتب الوقاية والإنذار بالطقس في مالي، من احتمالية حدوث فيضانات جديدة، مشيراً إلى أن الوضع قد يزداد سوءاً إذا استمرت الأمطار الغزيرة في الهطول.
الوضع في غرب ووسط أفريقيا
الفيضانات في مالي ليست حدثاً منفصلاً، بل تأتي ضمن سياق أوسع من الكوارث الطبيعية التي تضرب غرب ووسط أفريقيا.
فقد أعلنت الأمم المتحدة عبر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الأمطار الغزيرة والفيضانات الشديدة أثرت على أكثر من 716,473 شخصاً في عدة دول، منها جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد وكوت ديفوار ونيجيريا، مع وقوع 72 حالة وفاة غرقاً وإصابة 699 آخرين.
تشير هذه الكارثة إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها مالي في مجال إدارة الكوارث الطبيعية.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة من قبل الحكومة واللجان المشتركة، إلا أن تزايد وتيرة وشدة الفيضانات يفرض ضرورة تعزيز القدرات الوطنية في مجال الوقاية والتخفيف من آثار هذه الكوارث. كما أن التعاون الإقليمي والدولي يلعب دوراً مهماً في مواجهة هذه التحديات المتزايدة.