منظمة تمازغا: تدين جرائم مالي ضد شعب أزواد وتدعو للتحرك الدولي العاجل
على مدى عدة أشهر، تعاني المجتمعات المدنية في إقليم أزواد، بما في ذلك الطوارق والمور والفولاني، من سلسلة من الانتهاكات المروعة والمستمرة. تتنوع هذه الانتهاكات بين الإعدامات خارج نطاق القضاء، والاختطاف، والاختفاء القسري، والتعذيب الوحشي، والسرقة، والنهب الواسع للمتلكات، والتدمير الشامل للبنى التحتية.
تُرتكب هذه الانتهاكات من قبل مجموعات مختلفة بالتنسيق مع بعض القوات المحلية، كما تشارك فيها أيضًا مجموعات متطرفة. تعرضت مخيمات البدو لقصف مكثف بالطائرات والمدفعية، بالإضافة إلى ضربات مدمرة من الطائرات المسيرة
رافقة من الخارج. تقوم القوات المحلية، بالتعاون مع مجموعات أخرى مثل فاغنر و النصرة و د.اعـ.ـش ، بتنفيذ هجمات عشوائية ضد المدنيين، ما يتسبب في قت.ـلـ.هم، وتشريدهم، وتدمير ممتلكاتهم بشكل ممنهج. ولم تسلم النساء والأطفال من هذا الب…، حيث تعرضوا للتعذيب الوحشي، وتم تشويههم بطرق شنيعة، بل ووصل الأمر إلى حد قطع رؤوسهم في كثير من الأحيان. يُعيد هذا الوضع للأذهان الأحداث المؤلمة التي وقعت في بداية الستينيات من القرن الماضي، عندما قامت القوى الاستعمارية بتقسيم المنطقة إلى دول جديدة، مما أدى إلى اندلاع اضطرابات وصراعات دامت لعقود في مالي. لقد لجأ الطوارق إلى الدفاع عن أراضيهم وحقوقهم الأساسية، وكان ذلك دائمًا ردًا على العنف الذي تعرضوا له.
اضطر عشرات الآلاف من المدنيين إلى الفرار من هذه الفظائع، باحثين عن ملاذ آمن في الدول المجاورة. ومع ذلك، فإن هذه الدول لا توفر لهم دائمًا الدعم أو الحماية الضرورية.إن الأفعال التي تُرتكب ترتقي إلى مستوى الجرائم الكبرى، حيث تستهدف مجموعات سكانية بأكملها. كما أن بعض الدول المجاورة متورطة في هذه الجرائم أو تساهم فيها بشكل أو بآخر.
لا يمكن للمجتمع الدولي أن يستمر في تجاهل هذه الجرائم أو التزام الصمت إزاءها.تدين منظمة تمازغا غير الحكومية بشدة هذه الأعمال التي يتعرض لها سكان أزواد، وتدعو المجتمع الدولي والدول المجاورة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة وفورية لوقف هذه الانتهاكات. يجب على المجتمع الدولي ومؤسساته أن يتحركوا بسرعة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم الفظيعة.
إن مواجهة هذه الجرائم يجب أن تكون بقوة القانون والقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية.نحن، في تمازغا، نقف بقوة مع أبناء شعبنا من الطوارق في أزواد، ونعبر عن دعمنا الكامل لهم في نضالهم من أجل حقوقهم وحريتهم. .
إن ما يمر به أزواد هو جزء من معاناة الأمة الأمازيغية بأكملها، ويستدعي تضامننا الكامل واستجابتنا العاجلة.تؤكد تمازغا التزامها الثابت بدعم الطوارق في أزواد في نضالهم من أجل حماية أراضيهم وشعوبهم، وضمان سيادتهم وكرامتهم. إن هذا النضال هو جزء من حركة التحرير الكبرى لأرض الأمازيغ، التي تواجه الآن تهديدًا وجوديًا من خطة إبادة جماعية تستهدف القضاء على الطوارق.
ستظل تمازغا تقف بجانب جميع الذين يكافحون من أجل الحرية والمقاومة في تيميمونغا، رافضة كل الأيديولوجيات التي تتعارض مع القيم التي ندافع عنها، وخاصة القيم المتعلقة بتحرير تمازغا من هذه الأيديولوجيات المدمرة التي تهدف إلى القضاء على الهوية الأمازيغية من خلال الإبادة أو الاستيعاب القسري.
تمازغا باريس، 15 أغسطس 2024