بوريم – فاغنر : اعتقال إمام ومصادرة هواتف وممتلكات من مسجد في تيمرا
شهدت منطقة أزواد خلال العامين الماضيين تصاعدًا كبيرًا في العنف والفوضى، حيث تلعب عدة أطراف دورًا رئيسيًا في زعزعة الاستقرار ومنع تحقيق الاستقلال. على رأس هذه القوى، يأتي الجيش المالي بالتعاون مع مرتزقة فاغنر الروس، بالإضافة إلى الجماعات الإرهابية التي تعمل لصالح أجندات أجنبية مختلفة. تسعى هذه الجماعات، جنبًا إلى جنب مع السلطات المالية، إلى منع استقلال أزواد ودعم وحدة مالي الترابية.
في هذا السياق، تعرضت منطقة أباوين، الواقعة على بعد 35 كيلومترًا من منطقة بوريم على طريق تيميرا، لهجوم جديد يوم الأحد 11 أغسطس، يُضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات. قامت القوات المالية، بمشاركة مرتزقة فاغنر، باقتحام القرية والتوغل في مخيم للطوارق، حيث نفذوا عمليات تفتيش واسعة. لم تقتصر عملياتهم على التفتيش فقط، بل قاموا باقتحام مسجد القرية، وهو مركز ديني واجتماعي حيوي، وأسروا الإمام وسرقوا جميع الهواتف المحمولة الموجودة داخل المسجد.
إلى جانب ذلك، نهبت القوات ممتلكات إضافية من سكان المنطقة، مما أدى إلى ترك العديد من الأسر في حالة فقر وعوز. هذه الممارسات ليست جديدة على سكان أزواد الذين اعتادوا على عمليات السرقة والنهب والاقتحام القسري لمنازلهم منذ وصول مرتزقة فاغنر إلى المنطقة.
لكن الخطر الأكبر يأتي من التعاون المتزايد بين الجماعات الإرهابية والسلطات المالية. تعمل هذه الجماعات لصالح أجندات أجنبية متعددة تهدف إلى منع استقلال أزواد ودعم وحدة مالي. من خلال هذا التعاون، تتفاقم الانتهاكات وتتصاعد عمليات العنف، بما في ذلك إحراق قرى بأكملها وقتل العشرات من السكان المحليين الذين لم يتمكنوا من الفرار.
تصاعد هذه الجرائم والانتهاكات يعكس زيادة التوترات ضد السكان الأصليين في أزواد، ويعزز من تراجع الأمل في تحسين الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة. في ظل هذه الأوضاع، تبقى قضية استقلال أزواد بعيدة المنال، مع استمرار قوى مختلفة في العمل على تقويض استقرار المنطقة ودعم وحدة مالي الترابية.